أطلقت جمعية مستخدمي أنظمة المعلومات في المغرب (AUSIM) أول مقياس للتهديد السيبراني. يلقي هذا المقياس، المعروف باسم “l’ausimètre”، الضوء على أهم تهديدات الأمن السيبراني التي تواجه البلاد. ووفقا لمجلة التحدي، تكشف النتائج أن خروقات البيانات تكلف الشركات المغربية غاليا. بالنسبة لحوالي ثلث (32%) الشركات التي شملتها الدراسة، تتراوح التكاليف المرتبطة بهذه الحوادث في المقام الأول من 500.000 درهم وما فوق.
الارتفاع المثير للقلق في خروقات البيانات
ويسلط البارومتر الضوء على أنه تم الإبلاغ عن ما مجموعه 10 خروقات للبيانات في عام 2023، استهدفت كيانات مغربية تعمل في مختلف القطاعات، بما في ذلك صناعة الأدوية والتعليم والخدمات الحكومية والعامة والاتصالات والتكنولوجيا والإعلام.
وفي قلب هذه الثغرة الأمنية تكمن رقمنة وظائف الأعمال الحيوية، والتي جلبت بلا شك كفاءة غير مسبوقة ولكنها عرضت الشركات أيضًا لتهديدات سيبرانية متطورة بشكل متزايد.
الحاجة الملحة لتدابير الأمن السيبراني
وتكشف الدراسة أن الأمن السيبراني أصبح مصدر قلق كبير لقادة الأعمال، حيث حدد 90٪ من المشاركين المخاطر السيبرانية كأولوية قصوى للتخفيف من آثارها في الأشهر الـ 12 المقبلة. إنهم يعطون أولوية عالية لحماية المعلومات ويدركون الأهمية الحاسمة للحفاظ على الملكية الفكرية وسرية بيانات العملاء وسمعة الشركة.
أدى الارتفاع الهائل في التهديدات السيبرانية إلى دفع الأمن السيبراني إلى صدارة الأولويات التنظيمية. إن إدراك أن خرقًا واحدًا يمكن أن يلحق ضررًا كبيرًا، ليس فقط بالبيانات الحساسة، ولكن أيضًا بسمعة المنظمة وربحيتها، قد حفز تحولًا نموذجيًا. وفي مجالس الإدارة في مختلف القطاعات، هناك وعي متزايد بضرورة تحصين البنى التحتية الرقمية ضد موجة من التهديدات السيبرانية. علاوة على ذلك، مع تزايد تعقيد المشهد الرقمي، تظهر المرونة السيبرانية كرفيق أساسي للأمن السيبراني.
التأثير المدمر على الشركات الصغيرة
ووفقا للتحالف الوطني للأمن السيبراني في الولايات المتحدة، فإن 60% من الشركات الصغيرة التي تقع ضحية لهجوم سيبراني تفلس في غضون ستة أشهر. وبالتعمق في التفاصيل، فإن الهجمات السيبرانية تكلف الشركات الصغيرة والمتوسطة أكثر من 2.2 مليون دولار سنويا.
من الواضح أن الأمن السيبراني لم يعد ترفًا، بل أصبح ضرورة للشركات بجميع أحجامها. في المغرب، كما هو الحال في العديد من البلدان الأخرى، يتطور مشهد التهديدات بسرعة، مما يتطلب اتخاذ تدابير استباقية لحماية المعلومات الحساسة والحفاظ على الثقة في المجال الرقمي.
في الختام، يسلط أول مقياس للتهديد السيبراني الصادر عن AUSIM، “l’ausimètre”، الضوء على التأثير الكبير لانتهاكات البيانات على الشركات المغربية. وتؤكد النتائج الحاجة الملحة إلى اتخاذ تدابير قوية للأمن السيبراني لحماية المعلومات الحساسة، والحفاظ على السمعة، وضمان استمرارية العمليات. مع استمرار تطور مشهد التهديدات، من الضروري للشركات والأفراد على حد سواء إعطاء الأولوية للأمن السيبراني.
عن موقع: فاس نيوز