انتشرت خلال السنوات الأخيرة مجموعة من التطبيقات الموجهة لإستهلاك الملايين من المستخدمين ، باختلاف اجناسهم و اعمارهم، غير أن المثير للإنتباه والتساؤل معا، ويولد مخاوف على المدى البعيد هو تطبيق “تيك توك” و مدى خطورته على نشأة الأطفال، و تكوين شخصياتهم بالطريقة الخاطئة التي تعارض أخلاقنا و قيمنا كمجتمع محافظ مسلم.
يبدو واضحا أن هذا التطبيق، أكثر من غيره، يقوم بعزل الأطفال عن محيطهم الأسري التربوي و النفسي، في انعدام شبه تام لمراقبة الوالدين لأبنائهم، إذ ينغمسون في مشاهدة محتوى مسيء يقدم لهم بشكل جذاب، يتعارض بشكل كبير مع الثوابت وقيمنا وعاداتنا كمجتمع مغربي عريق.
فبالإضافة إلى ما خلفه هذا الآخير ، من تشتت أسري ، حيث أصبحنا نشاهد البالغين، المفروض أنهم العقلاء ، أكثر استخداما للتفاهات والتحديات عبر هاته المنصة، منهم العازبون و اخرون متزوجون، لتبدأ القصة بلعبة مرحة بين الأزواج سعيا وراء المال، فتنتهي بقضية أمام محكمة الأسرة للطلب الطلاق.
الغريب في الأمر والخطير هو سرعة انتشار التطبيق في أكثر من 150 دولة، حسب إحصائيات قامت بها مصادر إعلامية عربية، والكم الهائل الذي يقارب مليار مستخدم نشط شهريا.
إلا أنه مؤخرا، انتشرت الدعوات المتكررة لمختلف الفئات العمرية لحظر التطبيق في المغرب. اعتبارا منهم على أن المحتوى المعروض مسيئ لقيم المغاربة، و ذلك بعد انتشار كم هائل من الفيديوهات لأشخاص في وضعية مخلة للحياء.
فبالإضافة إلى السب و القذف الذي يتعرض له الكثير من خلال تعليقاتهم، هذا الى جانب التحديات المشينة التي يقومون بها غرض الربح السريع ، تتضمن مشاهد عنيفة و أخرى ذات إيحاءات جنسية – في المقابل ، عارض آخرون الخطوة و اعتبروها تضييقا على الحريات في البلاد.
السؤال المطروح : ما مدى استعداد نواب الأمة لتسطير قوانين تتيح رقابة الأجهزة الأمنية و المؤسسات الحكومية، وتمكنها من ضبط وتنظيم محتوى هذا التطبيق، وغيره، الذي أصبح قنبلة موقوتة في مجتمعنا ، لردع كل من يروج محتوى متطرف و غير أخلاقي ، قد يؤدي إلى المساس بقيمنا و سلامة عقول أطفالنا.
عن موقع: فاس نيوز