محسن الأكرمين.
من بهاء حمق الكتابة العابر للقارات حين احتلت “كورونا” قوة العيش المشترك والمتحرك، ووحدت عدل انتقال العدوى بحرية و أريحية سائح متجول، ولم تميز حتى بين من تقدم من دول العالم وبين من لا يزال لم يعتدل واقفا، إنها فقط مقاربة سليمة للمناصفة و تكافؤ الفرص في العدوى والمرض. من حمق بهاء التحليل الاستهلاكي حين أضحى مفهوم الحداثة سائلا مثل عملة الدرهم المعوم بالغرق. من بهاء الجفاف حين باتت القيم تتحول بسرعة التبخر ولا تعود ماء ممطرا ومطهرا من السماء. من بهاء حمق التفكير حين نستفيض في الحديث عن تفسير الأعراض الصادرة، دون أن نفكك الأسباب و المسببات الأولية، ونمتلك علاج منبع الثقب الأسود.
من المصالحات المؤلمة بخواتم النهايات تنامي ثقافة المدح والمديح، وخلق أحلاف التخندق وولاء حروف التوابع في النصب والجر والتصفيق. من المصالحات المؤلمة والتي تزيد من شدة الاحتقان حين بات التفكير السلبي يحتل المواقع الأساس ويتحكم في التنظير والتوجيه المفبرك، وغاب التفكير الإيجابي في معالجة الشدائد وصناعة البدائل بالعقل ومنطق الكفاءة. من المصالحات المؤلمة وغير المجدية بالسعادة اللحظية حين ” يذهبون إلى النهر وهم يشعرون بالسعادة، لكن النهر لا يبالي بهذا أو ذاك ويستمر في التدفق” متناسيا من يوجد على ضفتيه، حتى ولو زاد حسنه عن المكان. من المصالحات المؤلمة حين تحدث الهرولة نحو المنافع لشيء في نفس المنبطح والوصولي الانتهازي.
من بهاء جيل الحداثة السائلة حين تم الانزلاق نحو تبني فكر الاستئصال وبناء التحصينات المضادة، حين باتت سياسة تطبيق الإزاحة بعلم الرياضيات والتخطيط تتم بسوء النية لاحتلال تراجع الخصم وتحقيق الزحف المدمر وبناء نمطية التفكير الأحادي والقيم الموجهة نحو قفل علبة الصندوق. من بهاء جيل الحداثة السائلة أن العقد الاجتماعي بات يلاقي فجوات مكهربة تمكنه من تضارب شحنات الانفجار غير المتوقع الحدوث بحراك متحرك.
من بهاء رزانة الكتابة أن السعادة لن تقاس بتدفق ماء النهر المتجدد الذي لا يمكن الخوص فيه مرتين بالتناسخ المثيل. من بهاء رزانة الكتابة أن الحداثة السائلة لن تغيب فينا قيما وسطية وركيزة. من بهاء رزانة الكتابة التفكير المشترك في تفكيك شفرات الأسباب بدل الأعراض، تلك الأعراض التي تتفاقم بالتراكم، و تخلق براءة حديث نقد السلبية.