خطت مدينة الرباط، عاصمة المغرب، خطوة كبيرة في برنامجها النووي من خلال التوقيع على إطار البرنامج الوطني 2024-2029 مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويهدف هذا التعاون إلى تعزيز تطوير التكنولوجيا النووية في المغرب وتسخير إمكاناتها لمختلف القطاعات، بما في ذلك الطاقة والزراعة والرعاية الصحية وإدارة الموارد المائية وحماية البيئة والتطبيقات الصناعية.
يحدد إطار البرنامج الوطني ستة مجالات ذات أولوية ستكون محور اهتمام البرنامج النووي للرباط:
السلامة النووية والإشعاعية: إن ضمان الاستخدام الآمن والمأمون للتكنولوجيا النووية أمر بالغ الأهمية. وتلتزم الرباط بتنفيذ تدابير وأنظمة سلامة قوية لحماية الجمهور والبيئة من المخاطر المحتملة المرتبطة بالأنشطة النووية.
الغذاء والزراعة: تلعب التكنولوجيا النووية دوراً حاسماً في تعزيز الإنتاجية الزراعية والأمن الغذائي. ومن خلال استخدام تقنيات مثل تربية الطفرات المستحثة بالإشعاع وتتبع النظائر، تهدف الرباط إلى تطوير أصناف محسنة من المحاصيل، وزيادة غلة المحاصيل، وتعزيز ممارسات إدارة التربة والمياه.
صحة الإنسان وتغذيته: أثبتت التكنولوجيا النووية فعاليتها في مجال الرعاية الصحية. وتعتزم الرباط الاستفادة من التقنيات النووية في التشخيص الطبي وعلاج السرطان وإنتاج المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية. وسيساهم ذلك في تحسين خدمات الرعاية الصحية ومعالجة تحديات الصحة العامة في المنطقة.
إدارة الموارد المائية: ندرة المياه هي قضية ملحة في العديد من المناطق، بما في ذلك الرباط. تدرك المدينة إمكانات التكنولوجيا النووية في إدارة الموارد المائية بشكل فعال. ومن خلال استخدام التقنيات النظائرية، تهدف الرباط إلى تحسين استخدام المياه، ومراقبة موارد المياه الجوفية، وتحسين تقييم جودة المياه وإدارتها.
حماية البيئة: تلتزم الرباط بالحفاظ على بيئتها الطبيعية والتخفيف من تأثير الأنشطة البشرية على النظم البيئية. ويمكن للتقنيات النووية، مثل المراقبة البيئية وتحليل النظائر المشعة، أن توفر رؤى قيمة حول مصادر التلوث، وتغير المناخ، والحفاظ على التنوع البيولوجي. ومن خلال دمج هذه التقنيات، تهدف الرباط إلى تطوير استراتيجيات فعالة لحماية البيئة والتنمية المستدامة.
التطبيقات الصناعية: تقدم التكنولوجيا النووية تطبيقات متنوعة في مختلف الصناعات. وتهدف الرباط إلى استكشاف هذه التطبيقات واستخدامها لتعزيز العمليات الصناعية وتحسين جودة المنتجات وتشجيع الابتكار. ومن التصوير الشعاعي للاختبارات غير المدمرة إلى استخدام النظائر في البحوث الصناعية، تسعى الرباط إلى تسخير إمكانات التكنولوجيا النووية لتحقيق النمو الاقتصادي والتقدم التكنولوجي.
ويدل التوقيع على إطار البرنامج الوطني على التزام الرباط بالتنمية المستدامة والاستخدام المسؤول للتكنولوجيا النووية. ومن خلال التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن للرباط الاستفادة من الخبرة التقنية وبناء القدرات والتعاون الدولي في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية.
وسيتطلب تنفيذ البرنامج التعاون بين مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك الوكالات الحكومية والمؤسسات البحثية والقطاع الخاص. ومن شأن هذا الجهد الجماعي أن يضمن الدمج الناجح للتكنولوجيا النووية في مختلف القطاعات، مما يؤدي إلى فوائد اجتماعية واقتصادية ملموسة للرباط ومواطنيها.
ومع تقدم الرباط في برنامجها النووي، فمن الضروري الحفاظ على التركيز القوي على السلامة والشفافية والمشاركة العامة. وستكون المراقبة المنتظمة والأطر التنظيمية الصارمة والتواصل الفعال مع الجمهور حاسمة في بناء الثقة وضمان الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا النووية.
وفي الختام، يمثل تعاون الرباط مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال إطار البرنامج الوطني علامة بارزة في البرنامج النووي للمغرب. ومن خلال إعطاء الأولوية للمجالات الرئيسية مثل السلامة والزراعة والرعاية الصحية وإدارة الموارد المائية وحماية البيئة والتطبيقات الصناعية، تهدف الرباط إلى تسخير إمكانات التكنولوجيا النووية من أجل مستقبل مستدام ومزدهر. ومن خلال هذه الشراكة الاستراتيجية، تستعد الرباط لأن تصبح رائدة إقليمية في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية، مما يساهم في التنمية الشاملة ورفاهية مواطنيها.
عن موقع: فاس نيوز