هل خطر ببال أحد منا أن بعض مانقوم به و ننعته بالشيء العادي و المعتاد من قبيل ربط شريط حذاء او فك ازرار قميص اصبح صعبا بل مستحيلا ؟هذا هو حال المصابين بداء الشلل الرعاش او مايعرف شيوعا بمرض الباركنسون نسبة لمكتشفه الطبيب جيمس باركنسون .لطالما ارتبط هذا المرض بالخوف و القلق كيف لا وهو المرض اللغز الذي حير الأطباء لا من حيث التشخيص او سبل العلاج ،دون ان نغفل ما يصاحبه من اعراض تحيل المصاب الى شخص متوتر قلق،مكتئب ،خطواته متثائبة و تعابير وجهه متجمدة متجهمة ،رعشة اثناء السكون ،كلمات اثناء الحديث حادة مترددة ،
برع الاطباء و الباحثون المتخصصون في وصفه بدقه ،عرفوه بانه ناتج عن نقص مادة الدوبامين المادة الحيوية لحركة الجسم.
تختلف اعراضه بين بطء حركي و رعشة و تصلب تزداد تفاقما مع مرور الزمن يصاحبها تلف دماغي يؤدي الى مضاعفات تتنوع بين قلق و فقدان ذاكرة و خرف و اكتئاب.
رغم تفوق ذووا الاختصاص في الوصف الدقيق و التعريف بتطور اعراضه عبر مراحل الى ان كثيرا من الغموض لازال يحيط به ، و بالرغم من هاته الصورة القاتمة لهذا الداء الا ان تشخيصه مبكرا و مواكبة المريض نفسيا اسريا اجتماعيا سيساعد حتما في كبح جماحه و التغلب عليه.
ونحن نخلد اليوم العالمي لمرض الباركينسون لابد ان نستحضر المجهودات المبذولة و تقدم الابحاث سواء منها مايخص سبل التشخيص او طرق العلاج دون اغفال انه لابد من التاكيد ان تظافر الجهود انطلاقا من المريض ذاته محيطه الاسري و المجتمع بكل مكوناته من اجل توفير دعم طبي نفسي و اجتماعي لكفيل بتخفيف خطر هذا المرض القاتم.
دكتورة غزوي شفيقة
طبيبة مسؤولة وحدة التواصل و الاعلام
المديرية الجهوية للصحة و الحناية الاجتماعية
جهة فاس مكناس