شهدت العلاقات بين المغرب وفرنسا توترات قوية في السنوات الأخيرة لأسباب مختلفة، من بينها على وجه الخصوص تقارب الجناح الماكروني مع الجزائر، وإحجام باريس عن الاعتراف بالطبيعة المغربية للصحراء كما فعلت كل من الولايات المتحدة وإسبانيا وإسرائيل وألمانيا. واليوم، تعمل قوة إيمانويل ماكرون على طي صفحة التوترات.
وفي ذات السياق، أكد السفير الفرنسي بالمغرب، كريستوف لوكوتييه، الخميس، خلال افتتاح مؤتمر “الخميس الدبلوماسي”، أن “فرنسا والمغرب لهما مصير مشترك”، وأنهما مدعوان إلى التصدي معا للتحديات المتعددة المتمثلة في التكامل الاقتصادي والقدرة التنافسية والرخاء المشترك.
المؤتمر كان من تنظيم كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط أكدال، حول موضوع “العلاقات الفرنسية المغربية: قضايا وآفاق”، حيث أكد السفير الفرنسي أن البلدين “في لحظة مهمة” في علاقتهما. وأضاف: «إننا نعيش اليوم في عالم تغير كثيرًا ويتطلب منا إعادة تعريف علاقتنا من خلال اتخاذ خطوة إلى الأمام والنظر حولنا لنواجه معًا التحديات المتعددة التي تواجهنا».
وبحسب الدبلوماسي الفرنسي، من الضروري “إعادة بناء” العلاقة بين فرنسا والمغرب حول الثروة الإنسانية، وقوة العلاقات الإنسانية، “لأن لدينا أشياء كثيرة مشتركة”. وأكمل: في إطار “العولمة الجديدة ليس أمامنا خيار آخر سوى الاستمرار في بناء متكامل”. أنا مقتنع حقاً أنه بالنسبة لأوروبا وفرنسا على وجه الخصوص، لا يوجد خيار آخر سوى أن نكون قادرين على بناء هذا التكامل الأوروبي الأفريقي حول المغرب، مع الرؤية التي يحملها الملك محمد السادس متكاملة قدر الإمكان. وجادل لوكورتييه بأن الوجه الآخر للتعاون بين الرباط وباريس هو الرخاء الاقتصادي، مذكرا بأن “القدرة التنافسية لفرنسا اليوم تعتمد إلى حد كبير على استثماراتها القائمة في المغرب، ولم تعد بمنطق التعاقد الجزئي بل التعاقد المشترك”.
ولم يفشل السفير الفرنسي في تسليط الضوء على نقاط القوة التي يتمتع بها المغرب… “ما يقدمه المغرب من حيث البنية التحتية والاستقرار ونوعية الرجال والنساء الذين يعيشون هناك وإمكانات موارد الطاقة والقرب الجغرافي هي معادلة رابحة. وقال السفير الفرنسي: “لا يوجد آخرون اليوم”، مرحباً بديناميكية العلاقة التي تحمل تصميمات عظيمة ستحتاج إلى تعزيزها في المستقبل “من أجل السعادة والازدهار المشترك لشعوبنا”.
عن موقع: فاس نيوز