تعقيبا على ما تقدم به رئيس الحكومة في مداخلته خلال الجلسة العامة بالبرلمان المغربي و تأكيده على رغبة الحكومة في الحفاظ على الزاد البشري من الكفاءات المغربية خصوصا الأطباء و المهندسين و الذين تستهدفهم الدول العضمى فيلاحظ أن الخطاب اتسم بالصبغة العاطفية أكثر منها إرادة سياسية فالإرادة السياسية ترتكز على أرقام ومعطيات و تحفيزات تشكل عوامل تستطيع إقناع هاته الأدمغة بالبقاء عوض التغني بكون العيشة فالمغرب أفضل من العيشة بالخارج و عوض وصف الوضع بالخارج بالخيالي كان من الأحرى التكلم بأرقام تعكس المجهودات الحقيقية لمعالجة الوضع المأساوي للمنظومة الصحية المتهالكة و ترك اليد العليا بيد المستثمرين بالقطاع الصحي للنهوض بالمنظومة الصحية و الأحرى كذلك ترغيب العنصر البشري بالقطاع العام بالتركيز و البقاء بالمستشفيات نظرا للتقصير و الخصاص الحاصلين بمعظم المؤسسات عوض منعهم من مغادرة القطاع العام و الخروج للقطاع الخاص بقوة القانون لكن تركهم يزاولون خلسة في ضرب صارخ للقانون.
إن الملاحظ للشأن الصحي المغربي يتعجب صراحة من الكلام الفضفاض الذي يعكس حالة الفشل في تدبير هذا القطاع الإجتماعي بامتياز في تناقض صارخ مع البرنامج السياسي و الإنتخابي لكل الأحزاب و هذا من شأنه أن يزيد من حالة نفور الأطر من الحقل السياسي المغربي، وفي هذا الإطار وجب تذكير السيد رئيس الحكومة إلى أن بلادنا وهي تريد تعميم التغطية الصحية لم يعد مسموحا لها بالتمني و لكن بالعمل وفق معطيات تضاهي ما وصفه بالخيال عندما تطرق للمنظومات الصحية بالخارج ولولا الوطنية المعهودة بالأطر المغربية وحبها لهذا الوطن لما تمسكت هاته الأعداد بالعمل في الوطن عوض الإلدورادو الأجنبي.
الدكتور لحنش شراف خبير في التواصل الصحي
عن موقع: فاس نيوز