إيمانا بدوره في استشراف محطة الدخول المدرسي المقبل، وترسيخا لمبدأ التفكير الجماعي في مواجهة الصعوبات المحتملة، ارتأى المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين جهة فاس-مكناس تنظيم ندوة وطنية عن بعد يوم الجمعة 26 يونيو 2020 ابتداء من الساعة الخامسة والنصف بعد الزوال، في موضوع: “الدخول المدرسي المقبل بين تحقيق الأمن الإنساني المدرسي واستدراك التعلمات”.
وستعرف هذه الندوة مشاركة ثلة من القامات التربوية الوطنية من خلال عدة مداخلات ستقارب الموضوع من كل جوانبه، اعتبارا لما يتطلبه الدخول المدرسي المقبل من إجراءات إدارية وتربوية استثنائية في ظل استمرار التدابير الاحترازية والوقائية ببلادنا، والتي بدورها تستوجب من مديري ومديرات المؤسسات التعليمية نهج أسلوب خاص يندرج في إطار عمليات تدبير المخاطر ومواجهة الأزمات وتوقع كل ما من شأنه أن يهدد سلامة وأمن المتعلمات والمتعلمين والأطر العاملة بهذه المؤسسات، وتحقيق الأمن الإنساني المدرسي كما نصت عليه المذكرة الوزارية رقم 155/11 الصادرة بتاريخ 17 نونبر 2011 في شأن تفعيل الحياة المدرسية بالمؤسسات التعليمية، كما يحتاج الأمر كذلك إلى اعتماد برمجة عمليات إجرائية وهندسة بيداغوجية تتوخى استدراك التعلمات وتجاوز الصعوبات التي عرفتها عملية تنزيل مضامين مذكرات الاستمرارية البيداغوجية خصوصا بالعالم القروي.
هذا وقد عرفت المنظومة التعليمية ببلادنا تطورات منذ ظهور جائحة كورونا؛ حيث اعتُمدت عدة إجراءات تدبيرية ضمانا للاستمرارية البيداغوجية، بعد توقف الدروس الحضورية بالمؤسسات التعليمية منذ 16 مارس 2020، وبالرغم من فجائية الحدث الذي خلق جوا من الاستنفار، فإن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي قد قامت بإجراءات وتدابير استثنائية من أجل استدراك بعض التعثرات التي واكبت التعليم عن بعد؛ حيث نجحت إلى حد كبير في تدبير ما تبقى من الموسم الدراسي في ظل جائحة كورونا المستجد، وبأقل الخسائر الممكنة، ومجابهة عدد من التحديات بنجاح، أولها حماية 10 ملايين متعلما ومتعلمة من خطر الفيروس القاتل، وثانيها إنقاذ الموسم الدراسي من سنة بيضاء كان سيكون لها تكلفتها المالية والتربوية والتنظيمية، وثالثها وضع اللبنات الأولى لمنظومة متكاملة للتعليم عن بعد، والتي ستستفيد منها المنظومة التعليمية المغربية في المستقبل.