ألم يحن الوقت لإنصاف تلاميذ منطقة بني كزين ومنحهم الحق في الإستفادة من النقل المدرسي ؟؟

مقال رأي – ككل بداية موسم دراسي جديد تتكرر مأساة النقل المدرسي بدواوير بني كزين لتكرس المزيد من العزلة والفوارق المجالية بين دواوير وأخرى داخل نفس الجماعة، الأمر الذي يجعل ساكنة المنطقة وأولياء أمور التلاميذ يحملون هم موسم دراسي كامل في تنقلات أبنائهم وبناتهم إلى مؤسسات جماعة بني وليد والتي لا ننتمي إلى مجالها الترابي، وهذا في حد ذاته مفارقة بعيدة كل البعد عن المنطق، وهو موضوع طرح منذ عقود ولا زال يطرح دون جدوى أو أذان صاغية تحترم إرادة المواطن ورغبته في الرجوع لجماعة بني وليد القريبة منه، دون قطع مسافات طويلة عبر بني وليد إلى “القنطرة الجديدة” ثم إلى الجماعة أو عبور نهر ورغة شتاء وصيفا، هذه الأزمة المركبة التي طال أمد تعميرها في المنطقة سببت ولا زالت في انقطاع العديد من المتمدرسين عن الدراسة خاصة الفتيات، والأرقام تتزايد سنة تلو أخرى في مجموع دواوير بني كزين، فما مجموعه 100 تلميذ(ة) أو أكثر من مختلف الدواوير يقطعون مسافة تزيد عن 6 كيلومترات يوميا على الأقدام، وكحلول ترقيعية للمشكلة يقوم الآباء باكتراء سيارات من نوع (207) شهريا لنقل أبنائهم وسط اكتضاض شديد وغياب تام لشروط السلامة، ومع تزايد أثمنة البنزين بات أصحاب السيارات يطالبون بالزيادة في ثمن الكراء الشهري والتي قد تصل ل150 درهما لكل فرد، وعدد كبير من الساكنة له أكثر من تلميذين ومنهم من له ضعف ذلك، الشيء الذي يحتم على بعضهم البحث عن غرف للكراء في بني وليد بأثمنة رخيصة متجاوزا كل شروط الراحة أو السلامة لأبنائه حفاظا على قدرته الشهرية لتسديد واجبات الكراء وهذا لأنهم محرومون من الاستفادة من خدمات دور الطالبة أو سكن الداخلية كونهم لا ينتمون لنفس الجماعة.

هي أزمة حقيقية تتجرع مرارتها ساكنة المنطقة كل سنة ومثيلتها مناطق أخرى أيضا من نفس الجماعة خاصة الواقعة على ضفة نهر ورغة من الناحية الغربية كدوار ادلم وبوردة ويونان، المعاناة المتكررة وصلت للجهة المسؤولة( مجلس جماعة فناسة باب الحيط) أكثر من مرة دون إجابات صريحة وواقعية تزيل الغموض عن تجاهل المطلب، أخذا بعين الاعتبار أن الطريق الرابطة بين بني وليد وبني كزين هي في مستوى يسمح باستخدام عربات النقل المدرسي.

إن الظرفية الحالية التي تمر منها أغلب المناطق الجبلية التي تتأثر بشكل مباشر بعامل الجفاف وتلف المحاصيل من المنتوجات الفلاحية التي تشكل مصدر رزق أساسي للساكنة يجعلها عاجزة عن مسايرة تكاليف دراسة أبنائها طيلة الموسم الدراسي خاصة الشق المتعلق بالنقل المدرسي، وهذا ما يجب على مجلس الجماعة التطرق إليه وبشكل استعجالي والبحث عن حلول تخفف من وطأة وحدة الأزمة، إذ لا يعقل أن يتم إهمال منطقة بأكملها دون تحقيق الحد الأدنى من الحقوق( الحق في النقل المدرسي) لا لشيء إلا لأنها قريبة جغرافيا من جماعة لا تنتمي إليها وطبيعي أن يستكمل فيها أبناء المنطقة تعليمهم حتى لا يضطروا لقطع الأميال وعبور الوديان ليلتحقوا بجماعتهم. سننتظر تفاعل المعنيين بالأمر مع نداء الساكنة المتكرر والبحث بشكل سوي عن حل جذري للمشكل يقطع مع هذه الأزمة التي تمس يوميا كل فرد ينتمي لدواوير بني كزين .

بقلم : هشام الغزاوي لفاس نيوز ميديا