متابعة محسن الأكرمين.
قد لا نحاسب مكتبا بالتمام حين تحمل المسؤولية في عز الأزمة وشد على الجمر الحارق بين الأيدي، حين كانت أوضاع الكوديم في تراجع مميت وفي غياب تطلعات المستقبل. لكن قد نفتح باب المساءلة على مصراعيه، لماذا لم يتم الصعود؟ ما هي الأسباب والمسببات؟ ما هي المشاكل التي كانت سببا رئيسا في عدم الصعود؟ ما هي الإكراهات التي بقيت عالقة ؟ أين صرف مال الدعم المخصص للصعود؟ هل لازال الفريق عليه ديون؟ هل كان الطاقم البشري للنادي مشكلة أمام تحقيق الصعود؟
حقيقة جلية وبينة نقر فيها أن الجميع يمتلك المسؤولية في عدم الصعود بنسب متفاوتة ومشتتة. فحين امتلك الفريق مفاتيح الصعود بالتلاحم وبالدعم المالي والمؤازرة البينة من السلطات الترابية ومن مجالس المدينة الجماعية ومن بعض (رجال مكناس) بصفاء النية والقصد، عندها لم يتحقق الصعود من أقدام اللاعبين ومن خطط المدرب والفريق التقني. لم يتحقق الصعود لمحدودية كتيبة اللاعبين المقاتلين داخل الملعب (التوقيعات السبقية بلا مدرب)، لم يتحقق الصعود نتيجة انتدابات غير مستوفية للشروط التقنية والتدريبية والتي أشرفت عليها لجنة الإنقاذ بعزيمة متوالية ادفع إلى الأمام في بناء الفريق. لم يتم تحقيق الصعود في غياب رؤية إستراتيجية لتحصيل العلامة الكاملة لكل مقابلة و باتت اللجنة المؤقتة أو المكتب يمارس التدبير اليومي لمشاكل النادي المستجدة (قيل والقال).
لم يتم تحصيل الصعود وفيض تضارب المعلومات المسربة من داخل النادي توزع بالمجان ولا حقيقة لها، وتم تغييب الشفافية والتعاطي الإعلامي الاحترافي. لم يتحقق الصعود في غياب الموازنة بين كثلة اللاعبين المحدودة (بين قوسين) وخوض مباريات البطولة بتنوع قراءاتها السبقية من قبل المدرب والطاقم التقني. لم يتحقق الصعود وخشونة الممارسات البعيدة عن الرياضة تمارس وبإيعاز من بعض المحسوبين على المكتب أو اللجنة، في حين كان من الواجب الانكباب على المواءمة بين عطاءات اللاعبين والمباريات. لم يحصل النادي على بطاقة الاحتراف، لكن لن نطالب بتعليق المدرب (الجديد) ولا اللاعبين (داروا جهدهم) ولا الطاقم التقني (الجديد) ولا بعض مكونات المكتب المسير ونقول: (طاحت الصمعة ، علقوا الحجام) وردموا النادي.
اليوم كل مكونات الفريق يجب أن تعلق بالتقييم والإفصاح عن مسببات عدم الصعود والمساءلة، لأنها أفسدت حلاوة الصعود عن المدينة وعلى الجماهير. اليوم كل مكونات الفريق يجب أن تخضع للغربال أوالتنقية والبقاء للأصلح وللذي قلبه على النادي بدون نفعية تابعة أو نوايا لاحقة. اليوم يجب أن تكون رؤية فريق الكوديم منصبة في التفكير عن الكتيبة القتالية داخل الملعب (فقط) لا في مدرجات الملعب وتوزيع الصور والابتسمات والعطايا وتقديم أيادي الإحسان والبر الرياضي. يجب أن يتم التعاقد المسبق بين المسيرين والأطر التقنية واللاعبين عن هدف واحد ووحيد هو الصعود (ولي فرط يكرط) والمحاسبة سيدة الميدان. يجب أن تتم حلحلة الفريق من داخل الملعب قبل تلك التوافقات القاتلة بهرمية المكتب المسير، يجب أن يعرف كل واحد مهما (كان) دوره في اللجنة المؤقتة أو في المكتب بدون سياسة (كلشي تيقرر وتيحكم).
لنقل أن الكوديم يحتاج إلى تغيير في آليات التدبير والتسير. في حاجة إلى خارطة طريق واضحة بلا مناورات هامشية قاتلة. يحتاج إلى قيادة تؤمن بالتغيير وبلا محاباة أو تلميع صور المدرج ونسيان الملعب واللاعبين. نعم، خسر الكوديم الصعود لأنه لازال يدار بعقلية الملكية الخاصة لا المقاولة الرياضية أو الشركة الرياضية.
الكوديم يحتاج إلى نوع من الاستبداد البنائي وتجفيف منابع الفوضى وتسريب المعلومات الخاطئة وخشونة تدبير المقابلات… يحتاج النادي المكناسي حتما إلى فريق تقني ينتج إبداع اللعب في الميدان ويحقق نتائج السبق بلا تدخلات من أعضاء المكتب أو اللجنة المؤقتة. يحتاج النادي المكناسي إلى لاعبين مقاتلين حبا في القميص وفي المدينة وعشقا في لعب أدوار التميز. يحتاج الكوديم إلى تحجيم المشاكل المستجدة وتدويرها لصالح الفريق بدل تشتيتها بالمدينة وصناعة التطاحنات بين أعضاء المكتب المسير عموديا وأفقيا. الكوديم يحتاج إلى الاستثمار في قيادة التغيير وبناء الإصلاح السليم ابتداء من اللاعبين إلى الفريق التقني، إلى المكتب المسير إلى قراءة انتظارات الجماهير، إلى الإعلام وشفافية المعلومة.
ما حصل من انتكاسة عدم الصعود شيء مدمر لكل الطموحات والتوافقات الجديدة، وإخفاء غير متوقع. شيء غير ذي سهولة على مكتب مسير أو لجنة مؤقتة بنيات حسنة، كانت تحلم حتما بخلق مفاجأة الصعود و تقديمه هدية للجماهير والمدينة. ما حصل يمثل صفعة مدوية للتدبير غير المعقلن ولكل المناوءات الجانبية التي لا ترحم فرع كرة القدم وتكسر كل عزيمة للصعود.
من اليوم يجب الحديث عن تصويبات كلية للفريق، يجب الإبقاء على الأيادي الممدودة والسمحة قبالة الفريق. يجب حلحلة المسارات الكلية والتفكير في الإبقاء على الدعم المعنوي والمادي للفريق، يجب استحضار منجزات المكتب المسير أو اللجنة المؤقتة وما تم تدليله من قبلها تجاه الفريق، يجب الحديث عن فريق مكناس وليس فريق أشخاص بعينهم في المستقبل.