أدان القطب الجنحي التلبسي لدى المحكمة الابتدائية بمكناس، الاثنين الماضي، حلاقا للنساء، في منتصف عقده الخامس، بسنتين حبسا نافذا، وبأدائه تعويضا لفائدة المطالبة بالحق المدني، في شخص طليقته، قدره 15 ألف درهم، بعد مؤاخدته من أجل الضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض، وفق ما أفادت به جريدة “الصباح”.
وانفجرت القضية حسب مصادر الجريدة ذاتها، عندما بدأ المتهم، الملقب بـ”الرباطي”، يتصل هاتفيا بطليقته التي تشتغل خياطة للملابس التقليدية بمكناس، ويهددها بسوء العواقب إن هي واصلت تشبثها بقرار اللاعودة، الشيء الذي كانت تواجهه الخياطة بالرفض المطلق، ظنا منها أن هذه التهديدات لن تتعدى حدود التخويف والترهيب.
أضاف المصدر عينه، أن إصرار الخياطة، البالغة من العمر 31 سنة، على التمسك بقرارها، بسبب تعاطي مطلقها المواد المخدرة والمشروبات الكحولية، ولد لدى الأخير فكرة الانتقام منها، إذ اتصل بها صباح يوم الواقعة وأخبرها برغبته في رؤية ابنته منها، إذ ضرب معها موعدا لزيارتها، عصر اليوم ذاته، في بيت والديها بالمدينة العتيقة بمكناس، الأمر الذي لم تمانع فيه، خصوصا وأنه اعتاد بين الفينة والأخرى الاطمئنان على فلذة كبده، البالغة من العمر خمس سنوات.
وزادت أن الحلاق حضر إلى منزل أصهاره وقرع الجرس، وفتحت الخياطة باب المنزل وطلبت من طليقها الدخول لرؤية ابنته، وهي الفرصة التي استغلها الأخير لمفاتحتها من جديد في موضوع الرجوع إليه، وهما في الممر المؤدي إلى فناء المنزل، لكنها ثارت في وجهه ووجهت له سيلا من عبارات السب والشتم، قبل أن تقوم بالبصق في وجهه، وأخبرته أنها ستبلغ الأمن إن هو واصل تهديداته لها.
وأمام هذا الوضع، حسب المنبر ذاته، استشاط الحلاق غضبا، إلى حد تهديد الطليقة بإزهاق روحها، إذ أخرج شفرة حلاقة ”زيزوار” من جيب سترته، وشرع في الاعتداء عليها بواسطتها، متسببا لها في جروح غائرة في يديها نتيجة المقاومة، ووجهها الذي استهدفه الجاني لتشويهه، راسما عليه خارطة عدوانيته، قبل أن يلوذ بالفرار إلى وجهة مجهولة، تاركا إياها وسط بركة من الدماء، ما استدعى نقلها على وجه السرعة إلى قسم مستعجلات المركز الاستشفائي الإقليمي محمد الخامس لتلقي العلاجات الضرورية.