لقد ظلت قضية الصحراء المغربية صراعا طويل الأمد، حيث شاركت فيه أطراف مختلفة وآراء مختلفة حول كيفية حله. ومع ذلك، حظي مخطط الحكم الذاتي المغربي بدعم كبير من الخبراء ومؤسسات البحث حول العالم. في هذا المقال، سنستكشف الأسباب التي دفعت المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI)، أقدم مؤسسة بحثية في مجال الدفاع والأمن على مستوى العالم، إلى الاعتقاد بأن خطة الحكم الذاتي المغربية توفر حلاً واقعيًا ومستدامًا وذو مصداقية لقضية الصحراء الغربية. وسنناقش أيضًا فوائد هذه الخطة للمنطقة، فضلاً عن الدعم الذي حصلت عليه من الحلفاء والدول الرئيسية.
موافقة المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI)
أكد المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI)، وهو مؤسسة بحثية مشهورة متخصصة في مجال الدفاع والأمن على مستوى العالم، على أهمية مخطط الحكم الذاتي المغربي. وفقًا لـ RUSI، تقدم هذه الخطة حلاً واقعيًا ومستدامًا يجب أن تدعمه المملكة المتحدة بالكامل. ويعتبر المعهد الملكي للخدمات المتحدة أن المبادرة المغربية هي الخطة الوحيدة ذات المصداقية والتطلعية للمنطقة.
وفي تحليل شامل أجراه السير سيمون مايال، وهو ضابط متقاعد بالجيش البريطاني ومستشار سابق لوزارة الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، تجسد خطة الحكم الذاتي الالتزام بمستقبل سياسي واقتصادي واعد للسكان. ويؤكد على احترام سيادة القانون والممارسات الديمقراطية والتنمية المستدامة.
التأثير على الأمن والاستقرار
وشدد السير سيمون مايال على أن حل قضية الصحراء الغربية من شأنه أن يسهم في أمن واستقرار وازدهار المنطقة بأكملها. وفي الوقت نفسه، من شأنه أن يعزز الحرب ضد التطرف. ويعترف الضابط المتقاعد أيضًا بالتزام المغرب الواضح تجاه المنطقة من خلال عقود من الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية والاتصالات وخلق فرص العمل.
التقدم في المحافظات الجنوبية
ويشير تقرير السير سيمون مايال إلى أن الأقاليم الجنوبية للمغرب شهدت تطورا وتقدما كبيرا. وخلال الانتخابات الأخيرة التي أجريت في سبتمبر 2021، سجلت هذه المحافظات نسبة مشاركة تجاوزت 66%. وهذا يدل على مشاركة السكان المحليين وإشراكهم في العملية الديمقراطية.
الدعم الدولي لخطة الحكم الذاتي
وقد أعرب الحلفاء الرئيسيون للمملكة المتحدة، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وإسبانيا وهولندا والولايات المتحدة، عن دعمهم لخطة الحكم الذاتي المغربية. ويعتبرونها أفضل وسيلة لتحقيق مستقبل يقوم على السلام والازدهار وحل الصراعات في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، تبنت غالبية الدول العربية، بالإضافة إلى العديد من الدول الإفريقية ومنطقة البحر الكاريبي، موقفًا مماثلاً.
مخاوف إنسانية في مخيمات تندوف
كما أعرب كاتب التقرير عن قلقه بشأن الظروف المعيشية للسكان المحتجزين في مخيمات تندوف. ويسلط الضوء على أن هؤلاء الأفراد يعتمدون بشكل كبير على المساعدات الإنسانية الدولية لتلبية احتياجاتهم الأساسية. وتهدف خطة الحكم الذاتي المغربية إلى معالجة هذه المخاوف وتحسين الرفاهية العامة لشعوب المنطقة.
القيم والالتزامات المشتركة
تتقاسم المملكة المتحدة والمغرب العديد من القيم والالتزامات المشتركة، بما في ذلك احترام سيادة القانون، وحقوق الإنسان، والتسامح الديني، والتعددية، والتنمية المستدامة، وحماية البيئة. وتوفر هذه المبادئ المشتركة أساسًا متينًا للتعاون والتآزر بين البلدين.
عن موقع: فاس نيوز