المكتب التنفيذي
بيان الفخر والإعتزاز
حكمة ملك.. ووطنية يهود مغاربة.. ومرسوم رئاسي أمريكي تاريخي
والمنتدى الوطني لحقوق الإنسان بكل مكوناته، يعيش في قلب أحداث وطنية، وإقليمية، ودولية، مسترسلة ومتسارعة، تؤكد كلها على عدالة قضيتنا الوطنية الأولى، وتشيد على الدور الديبلوماسي المغربي الحكيم، لإيجاد حل منطقي وواقعي للقضية الفلسطينية، لا يسعنا ـ داخل هيئتنا الحقوقية المستقلة والمتميزة، وبعد إجراء العديد من المكالمات الهاتفية بين أعضاء المكتب التنفيذي، لمناقشة الأحداث الحالية ـ سوى أن نكرر بلا نهاية، ولا حدود، ما يلي:
1/ نتشبث جملة وتفصيلا، بمضمون بلاغ المنتدى الوطني لحقوق الإنسان الصادر بتاريخ 16 نوفمبر 2020، تحت عنوان:
“النصر والعزة والتمكين، لقواتنا الملكية المسلحة.. والهزيمة والمذلة والخزي لأعداء وحدتنا الترابية”، والصادر عقب التدخل البطولي للقوات الملكية المسلحة الباسلة، في منطقة الكركرات، وطردها شر طِردة، لشرذمة المرتزقة، المدعومة من قبل أعداء وحدتنا الترابية؛
2/ نثمن ونبارك، ونفتخر، أيما افتخار بالدبلوماسية الملكية، متمثلة في الدور الحكيم والمتميز، بأبعاده الاستشرافية ورؤيته الثاقبة، الذي لعبه صاحب الجلالة، على امتداد المفوضات المغربية الأمريكية لسنوات، والتي انتهت بصدور ـ إن لم نقل باستصدارـ “مرسوم رئاسي أمريكي تاريخي” ـ من جميل الصدف، أنه رأى النور يوم احتفال المنتظم الدولي باليوم العالمي لحقوق الإنسان ـ يقضي فيما يقضي به، باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية، على كافة منطقة الصحراء الغربية، مع إعادة تأكيد دعمها لمقترح المغرب الجاد، والموثوق والواقعي للحكم الذاتي، كأساس وحيد لحل عادل ودائم للنزاع.. وهو ما يتماشى وأدبيات المنتدى الوطني لحقوق الإنسان، وقانونه الأساسي؛
3/ نرفض القول بأن المرسوم الرئاسي الأمريكي المذكور أعلاه، قد جاء في إطار مقايضة بالقضية الفلسطينية؛
4/ نرى في إعادة فتح علاقات ديبلوماسية مغربية إسرائيل، عين الصواب لعدة اعتبارات أهمها، على سبيل المثال لا الحصر:
- أن الصوت السلم والديبلوماسية، هو أكثر نجاعة وفعالية وواقعية من صوت الرصاص؛
- أن إسرائيل، أحببنا أم كرهنا، هي قوة اقتصادية وتكنولوجية وعسكرية.. إلخ، وبالتالي فقد حان الوقت لكشف العلاقات التي تربطها بالدول العربية، والتي تجري في الخفاء؛ والأهم من كل هذا وذات، الضرورة الملحة لاستفادتنا من هذه الخبرات والمهارات العلمية والعملية والفنية..؛
- أن المغرب لا ولن يتخلى عن العمل من أجل إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية، وذلك في إطار “حل الدولتين”، وهو ما تطمح إليه كل الفلسطينيات وكل الفلسطينيون.. وهو الحلم الذي أفنى حياته من أجل تحقيقه، المرحوم بإذن الله، الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات؛
- أن المغاربة اليهود المتواجدون بإسرائيل، يشكلون أكثر من سدس الساكنة، وأنهم الجنسية الأكثر توالدا من بين باقي الجنسيات بالمنطقة،
- أن الجهاز التنفيذي الإسرائيل الحالي يضم 10 وزراء من أصل مغربي، أي ثلث الفريق الحكومي، إضافة إلى أن رئيس الكنيست هو الأخر من أصل مغربي؛
وإذا أضفنا إلى كل ذلك، أن صاحب الجلالة، هو رئيس لجنة القدس، فلا شك أن تثبيت السلام في المنطقة، سيكون أسهل وأمكن وأيسر، وهو ما فيه الخير العميم للجميع؛
5/ نعتز بالمغاربة اليهود، خاصة المتواجدين بإسرائيل، والذين ما فتئوا يعبرون عن ارتباطهم بأرض الوطن، وبثقافة الوطن، وبعادات وتقاليد الوطن، وبزرع هذا الحب الجياش في نفوس أبنائهم المزدادين بعين المكان؛
وهذا ما يعكس، ذلك الارتباط الوثيق بين اليهود المغاربة وبلدهم الأصلي، إذ نسجل العديد من الزيارات السنوية للمغرب، خصوصا في صفوف الشباب الذين وُلدوا في إسرائيل؛ إضافة إلى العديد مِمَّن يقدم إلى المغرب لزيارة الأولياء والأضرحة، كموسم “الهيلولة” مثلا، والذي يشكل مزاراً سنويًا لليهود، علما أن المغرب يضم حوالي 500 مقام لولي يهودي؛
6/ نستحضر بقوة مقولة صاحب الجلالة الحسن الثاني، طيب الله ثراه:” عندما يغترب يهودي مغربي، فإن المغرب يفقد مواطنا، ولكنه يربح سفيرا”، لنستلهم منها الدروس والعبر والمعاني والمقاصد، سواء نحن ومن يسير على نهجنا ومنوالنا، أو كذلك القلة القليلة، التي تعارض إعادة ربط العلاقات مع إسرائيل؛
7/ نقول لأعداء وحدتنا الترابية، سواء عسكر الجارة، أو تلك التي لا يشرفنا ذكر اسمها، وأمثالها، الذين اغتنوا من مأساة الشعب الفلسطيني، أن المغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها.. وأن معزوفة “تقرير المصير”، معزوفة نجاز.. وأن القناع قد سقط.. وأن المجتمع الدولي مع الطرح المغربي.. وأن مناوراتكم الفاشلة للمس بقضيتنا الوطنية الأولى، لا ولم ولن تزيدنا، سوى تشبثا بوحدتنا الوطنية، والتحاما بملكنا، وأن ـ وهذا هو الأهم ـ حكمة صاحب الجلالة، والديبلوماسية الملكية، قد حققتا في وقت وجيز، انتصارات كبيرة، أربكت حسابات كل أعداء وحدتنا الترابية.. وأن شمس الحقيقة، قد كشفت عورات أعداء وحدتنا الترابية، كما كشفت عورات الخونة.
الجديدة في: 17 دجنبر 2020
عن المكتب التنفيذي
رئيس المنتدى الوطني لحقوق الإنسان
ذ. محمد أنين