وأخيرا أتى دور الكتبيين لتحديد انعكاسات الفيروس التاجي ( كوفيد 19 ) على أنشطتهم .. فالنقاشات الحالية التي صاحبت الدخول المدرسي الحالي تقلق هؤلاء المهنيين ، الذين يعتمدون بشكل كبير على هذه الفترة من العام ، من أجل إطلاق دينامية على مستوى أنشطتهم.
وفي ضوء النقص البين بشأن الإقبال على اللوازم المدرسية، وكذا قلة الحماس الحاصل في هذا المجال ، والتوقعات المحكومة برؤية غير واضحة ، فإن الفاتورة النهائية التي سيدفعها هذا القطاع بسبب الوضع الحالي الذي فرضه فيروس كورونا المستجد، ستغطي دون شك رقم المعاملات وفرص الشغل بالنسبة لمجموع هذه المنظومة ، التي تشمل بشكل خاص دور النشر وموردي اللوازم المدرسية .
فالقرارات التي اتخذها قطاع التربية الوطنية، والخوف الذي ينتاب عدد من أولياء الأمور بخصوص إرسال أطفالهم إلى المدرسة ، وتردد آخرين شراء اللوازم المدرسية قبل اتضاح الصورة لديها (تعليم حضوري أو تعلمي عن بعد) ، والانتقال إلى الرقمنة بالنسبة لبعض المؤسسات التعليمية ، كلها عوامل تساهم في زيادة متاعب الكتبيين.
والأسوء من ذلك ، أنهم يتوفرون على مخزون من الكتب والكتب المدرسية، الذي لم يتم تسويقه العام الماضي ، ينضاف إلى ذلك التغييرات الحاصلة بشأن الكتب المدرسية الخاصة بمجموعة من المستويات، وكذا المشاكل المالية للأسر المتأثرة بالأزمة الصحية الناتجة عن انتشار فيروس كورونا، والتي يتعين منح تسهيلات لها بخصوص اقتناء اللوازم المدرسية لأطفالها.
ومن أجل استيضاح الأمور كان لازما التواصل مع هؤلاء المهنيين ، حيث أبرزت السيدة خديجة ب عن مكتبة عمر الخيام المشهورة بالدار البيضاء، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الانخفاض الكبير في تسويق الكتب واللوازم المدرسية مقارنة بالسنوات الماضية، سيؤدي دون شك إلى تراجع كبير في رقم المعاملات، الذي يتم تحقيق نسبة 70 بالمائة منه بفضل عمليات الشراء الخاصة بالدخول المدرسي، التي تتم يشكل مباشر مع الزبناء، أو الطلبات عبر الإنترنت، أو المبيعات الخاصة بالمدارس.
وفي الاتجاه ذاته، قال السيد نور الدين . ف، صاحب مكتبة “دار الكرم”، إن عمليات البيع والشراء كانت أكثر أهمية بكثير مع ” توافد الآباء على المكتبات منذ بداية غشت المنصرم “.
وعلى العكس، كما قال، فقد حل شهر شتنبر، ومهنيو المكتبات ما يزالوا ” ينتظرون قوائم اللوازم المدرسية التي عادة ما يحملها للمكتبات أولياء التلاميذ، الذين يفضل غالبيتهم إبقاء أطفالهم في المنازل، مشيرا إلى أنه لا يعلق الكثير من الآمال على إمكانية تسويق المخزون الموجود من الكتب المدرسية.
وما دامت المصائب تأتي بالجملة ، كما سجل ، فإن بعض المدارس بالدار البيضاء عادت لاستخدام النسخ الرقمية من الكتب المدرسية ، وهي أقل تكلفة وأكثر عملية ، في حالة وجود قرار جديد يتعلق بالحجر الصحي الإجباري ، مما يساهم في تسهيل عملية التعليم عن بعد، وفي المقابل يزيد من متاعب المكتبات، ولكن أيضا دور النشر ومستوردي الكتب.
وحسب السيدة خديجة ب ، فإنه من غير الممكن اعتماد هذا التوجه ( النسخ الرقمية من الكتب المدرسية) على المدى الطويل، وإلا فإن جميع دور النشر سيكون مصيرها الإفلاس وبالتالي إغلاق أبوابها ، وستضيع حينها آلاف فرص العمل، وسيكون ضربة مالية قاتلة لهذا القطاع بأكمله .
أما بالنسبة للسيد نور الدين ف ، فإنه يبدو أقل قلقا بشأن هذا التوجه الجديد ، موضحا أنه يؤيد التطور بخصوص اللجوء للوسائل الرقمية ، بيد أن ” الوضع الحالي والوسائل المتاحة للبلاد لا يسمحان باعتماد المناهج الرقمية بالنسبة لجميع التلاميذ “.
فمن الصعب كما قال ، تزويد جميع الأطفال من الطبقات المعوزة بلوحات إلكترونية، من أجل الولوج إلى الكتب المدرسية الرقمية، كما هو الحال على مستوى بعض المدارس الخاصة.
ففي الظروف العادية، كان من الممكن إعادة هيكلة منظومة المناهج من أجل التعاطي بشكل أفضل مع عالم الغد (العالم الرقمي) ، لكن في الوقت الحالي ، يبقى الهدف هو إنقاذ مختلف الأنشطة التي لها علاقة بمهنة الكتبيين والمهنة المتصلة بها .
المصدر: و.م.ع