رسالة موجهة الى وزير التعليم العالي
على بعد 24 ساعة من إعلان نتائج امتحانات الباكالوريا للسنة الحالية، مرة أخرى تطرح قضية تكريس تعليمنا العمومي لسياسة الفوارق الاجتماعية بين أبناء الفقراء والميسورين في نفس الوطن.
فربما لا يعلم كثيرون، أن الآباء والتلاميذ معا، لا تنتهي معاناتهم مع بروز النتائج حتى ولو كانت بمعدلات عالية، بل بمجرد ظهور النتائج يقبلون على محطات وتحديات حقيقية في رحلة الألف ميل، وتتعلق بالبحث والإعداد والتهيئ لامتحانات ولوج المعاهد العليا، حيث أن الطلبة الحاصلين على معدلات حتى ولو كانت جد مرتفعة، باتوا مرغمين مباشرة بعد ظهور النتائج على خوض حصص تكوينية جد مكثفة في مدارس متخصصة، تعطيهم مهارات في كيفية إجراء مباريات الولوج إلى المعاهد العليا، وهي تكوينات احترافية تزيد الطالب المنحدر من أسرة ميسورة خبرة، على عكس أبناء الفقراء، لذلك، وأمام هذا الوضع، أما آن لحكومتنا الموقرة التي ترفع شعار الحكومة الاجتماعية العناية بأبناء الشعب الفقراء الذين حصلوا على معدلات عليا في امتحانات شهادة الباكالوريا؟ ألم يحن الوقت لتقوم الحكومة بدورها وعبر مؤسساتها التعليمية العمومية بتخصيص تكوينات مكثفة لأبناء الشعب الفقراء تمنحهم خبرة في كيفية إجراء امتحانات الولوج لهذه المعاهد، وبالتالي تساوي الفرص بينهم وبين باقي أبناء الفئات الميسورة؟.
أتمنى صادقة أن تكون لحكومتنا الموقرة آذان صاغية، كما أتمنى خالصا للجميع حظ موفق في نتائج الغد وفي مباريات ولوج المعاهد والمؤسسات العليا وفي المستقبل عموما.
فراج تورية نائبة برلمانية