أصبحت أزمة الهجرة على الحدود بين تكساس والمكسيك بمثابة نار مشتعلة تجتاح المجتمع الأمريكي. وقد وصل الوضع إلى نقطة الغليان، مع عدم وجود أي علامة على أي تسوية أو حل من أي من الجانبين.
كشفت الأزمة
وتدور الأزمة الحالية حول رفض حاكم ولاية تكساس جريج أبوت الامتثال لحكم المحكمة العليا الذي يأمر الولاية بالسماح للسلطات الفيدرالية بإدارة الحدود. ويقول الحاكم أبوت إن مراقبة الحدود تقع ضمن الولاية القضائية الفيدرالية وليس من اختصاص الولايات الفردية. وتعهد بالدفاع عن تكساس ضد “غزو” المهاجرين غير الشرعيين من خلال نشر الحرس الوطني بالولاية. تمثل هذه المواجهة غير المسبوقة بين ولاية واحدة والحكومة الفيدرالية تهديدًا خطيرًا لاستقرار الأمة، خاصة في عام الانتخابات.
موقف تكساس
ينبع تحدي الحاكم أبوت لحكم المحكمة العليا من اعتقاده بأن البيت الأبيض فشل في الوفاء بالتزاماته تجاه الولايات على النحو المبين في الدستور الأمريكي. ويجادل بأن الحكومة الفيدرالية يجب أن تضمن حماية كل ولاية من الغزو. إن وصف الحاكم أبوت لعبور 225.000 مهاجر غير شرعي في ديسمبر/كانون الأول وحده بأنه “غزو” يسلط الضوء على خطورة الوضع. وبالتالي، فهو يتهم واشنطن بالفشل الحاسم في الوفاء بالتزاماتها.
وبحسب أبوت، فإن “الحرس الوطني في تكساس، وإدارة السلامة العامة، ووكالات أخرى في تكساس تعمل تحت هذه السلطات، بالإضافة إلى قانون الولاية، لتأمين حدود تكساس”. ويؤكد هذا البيان معارضة تكساس ليس فقط لسياسات إدارة الرئيس جو بايدن ولكن أيضًا لقرار المحكمة العليا بإزالة الحواجز والسماح لعملاء حرس الحدود الفيدراليين بالوصول فقط إلى الجزء “المحتجز” من الحدود. وذهبت ولاية تكساس إلى حد تركيب خط ثانٍ من الأسلاك الشائكة على طول الحدود.
الدعم من الدول الأخرى
تؤثر قضية الهجرة على تكساس أكثر من أي ولاية أخرى، ونتيجة لذلك، حصل الحاكم أبوت على الدعم من العديد من الولايات التي يقودها الجمهوريون. أرسل حاكم فلوريدا رون ديسانتيس وحدات من الحرس الوطني لمساعدة سكان تكساس، في حين نفذت شرطة أوكلاهوما مداهمة استمرت خمسة أيام إلى جانب نظيراتها من ولاية لون ستار، مما أدى إلى اعتقال 94 فردًا بسبب انتهاكات الهجرة. كما أعرب العديد من أعضاء الكونجرس عن دعمهم لتصرفات أبوت، مؤكدين حق تكساس في الدفاع عن النفس في مواجهة تقاعس الحكومة الفيدرالية.
رد واشنطن
وبحسب الكاتب فإن رد واشنطن كان قاسيا. وحذر جوناثان ماير، كبير المحامين في وزارة الأمن الداخلي، المدعي العام في تكساس كين باكستون من أنه إذا لم تتم الاستجابة لمطالب الإدارة، فسيتم إحالة القضية إلى وزارة العدل، وسيتم النظر في “خيارات أخرى”. أعطى البيت الأبيض تكساس مهلة 24 ساعة لاتخاذ القرار، ورد باكستون بأن تكساس لا تنوي الالتزام بأي مواعيد نهائية.
عن موقع: فاس نيوز