النظام الحاكم بالجزائر لا يُفلت الفرصة لإستفزاز المغرب والمغاربة – و ما وقع في مباراة الوداد البيضاوي و شبيبة القبائل الجزائرية خير دليل !!

كتاب و آراء-

لا تعدم الجزائر الفرصة ولا المناسبة لاستفزاز بلادنا واستفزاز المغاربة…في مسلسل لا يريد أن ينتهي، ولا تلوح في الأفق تباشير نهايته…تصرفات خرقاء، صادرة عن معتوهين، وليس رجالات دولة، يسيرون كيانا يسمى دولة…
آخر ما جادت به عبقرية الكابرانات، هي الإصرار على عدم رفع العلم المغربي في مباراة شبيبة القبايل والوداد البيضاوي، لماذا؟ لا جواب…لقد وضعوا علم الجزائر إلى جانب علم الكاف، الهيئة الراعية لمسابقة عصبة الأبطال الإفريقية، لكن علم الضيف الذي سينازله الفريق الجزائري، أو على الأقل الذي يلعب تحت رايته، علم بلاده غير موجود، لماذا؟ الجواب غير معروف…لكن مسيري الوداد، أوقفوا هذه المهزلة واحتجوا على المنظمين، وعوض أن يعيدوا الأمور إلى نصابها، بأن يرفعوا العلم المغربي، لكي تكتمل الصورة الرسمية، إسوة بكل ملاعب الكون، تتفتق ذهنية الكابرانات لحل آخر، وهو إزالة العلم الجزائري…
كيف تم القبول بإزالة علم الدولة الراعية، الدولة التي تحتضن المباراة، الدولة التي يوجد الملعب فوق أرضها وتحت سيادتها؟ بل الأنكى، أن هذا الملعب يحمل اسم 5 جويليه، وهو التاريخ الذي تفتخر به الجزائر وتقدمه عنوانا لاستقلالها، فكيف تقبل بإزالة العلم في ملعب الأجدر أن يحتضن هذا العلم، بعد أكثر من قرن من الاستعمار الفرنسي؟…
قد نستفيض في طرح الأسئلة، لأن هذه السابقة، غير المحكومة بمنطق ولا أفق، تستفز العقل والشعور معا…لكن ما انتهيت إليه، أن الجزائر يمكن أن تفعل أي شيء سوى أن ترفع أو تذكر أو تسمع رموز الدولة المغربية بها، حتى ولو كلفها ذلك التنكر لرموزها الوطنية، أو ما تسوقه على أنه ذلك…لأن لا اعتقاد لها في تلك الرموز، فهي تعرف يقينا أنها خطأ في التاريخ، وأنها رقعة أوْجد الفرنسيون حدودها من اقتطاع أجزاء من دول الجوار، وأن لا ما ضي لها تعزه سوى ماضي مستعمريها، وأن ما خلقته من ذاكرة لا يصمد أمام حقائق التاريخ…لكل ذلك، فإن ثوبا بلونين الأبيض والأخضر…-أما الهلال والنجمة فهما من مخلفات العثمانيين ورايتهم الحربية…وإن اجتهد الكراغليون فبدلوا لونهما الأبيض فصار أحمرا-…فلا يعني لها شيئا…ولو أقسمت باسم “النازلات الماحقات والدماء الزاكيات الطاهرات”…

أحد الظرفاء قال أن المباراة حقيقة كانت تحتاج إلى إزالة العلم الجزائري، لأنها تجمع فريقا مغربيا بفريق له حكومة في المنفى ولها علم خاص بها، ومجالها الترابي لم يقرر مصيره بعد…وبصنيعها تعترف الجزائر أن القبايل لا تلعب تحت راية الجزائر وباسمها، وأن الكاف أقحمها ضمن الأندية الجزائرية قسرا إلى حين تقرير مصيرها، كما تدعو إلى ذلك “الماك” التي تتخذ من باريس مقرا لها…وإلى ذلك الحين، فإن مباراة شبيبة القبايل ستلعب فقط تحت راية الكاف، وحضن افريقيا دون أي انتماء إلى أي دولة…وإن كان الملعب يحمل يافطة “5 جويلية”…هذا التاريخ الذي أراد الكابرانات أن يغطوا به التاريخ الحقيقي تاريخ الاستفتاء الذي كتب على ورقته “هل تريد أن تصبح الجزائر دولة مستقلة متعاونة مع فرنسا حسب الشروط المقررة في تصريحات 19 مارس 1962″؟ …
يقال عادة إن المؤرخ عدو السياسي…ونقول إن التاريخ والذاكرة عدوا الكابرانات تحديدا…

بقلم : حنان أتركين – عضو لجنة الخارجية بمجلس النواب

المصدر : فاس نيوز ميديا

About أحمد النميطة