بيان الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب بعد عقد مجلسها الوطني العادي يوم 03 أكتوبر 2021

عقدت الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب مجلسها الوطني العادي يوم 03 أكتوبر 2021 بمقر الإتحاد المغربي للشغل بالرباط في لحظة سياسية دقيقة سماتها الأساسية إتساع دائرة الفقر والبطالة التي ما هي إلا إنعكاس للسياسات الطبقية المملات من طرف دواليب المؤسسات المالية للإمبريالية العالمية التي تستغل هاته الشروط خصوصا مع إنتشار جائحة كورونا وتداعياتها السياسية والاقتصادية والإجتماعية؛ للمزيد من الهجوم على حق الشعوب في تقرير مصيرها السياسي والإقتصادي.

والمجلس الوطني ووعيا منه بدقة المرحلة والشروط السياسية العامة والمحيط الذي تشتغل فيه الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، و إستحضاره الذكرى العاشرة لإستشهاد رفيقنا كمال الحساني وسيرا على خطاه و وفاءا لشهيدنا ولكافة شهداء الشعب المغربي يسجل :
دوليا :
إشتداد التناقض بين الرأسمال والعمل المأجور وذلك بتعمق الأزمة البنيوية للإمبريالية العالمية نتيجة إرتفاع المديونية العالمية وتسريح الملايين من العمال وتراجع معدلات النمو في معظم الدول الإمبريالية وفي مقدمتها أمريكا؛ وتصريفها على كاهل الشعوب المضطهدة عبر التدخلات المباشرة و الغير مباشرة ” سوريا ، العراق ، فنزويلا، الشيلي…” و إحتدام الصراع بين الدول الإمبريالية من أجل إعادة تقسيم السوق الدولية للعمل المتجسد في إذكاء النزعات العرقية والدينية و إنشاء كيانات جديدة لرسم خريطة جيوسياسية لتعبيد الطريق نحو المزيد من النهب و الاستلاب لخيرات الشعوب.
إقليميا :
إجهاض حلم التغيير الديمقراطي والإلتفاف على المطالب السياسية والإقتصادية والإجتماعية لشعوب المنطقة بصعود قوى الثورة المضادة وعودة فلول الأنظمة الاستبدادية البائدة في مجموعة من البلدان ” الجزائر / تونس / …” و تسعير النعرات الطائفية في بلدان أخرى ” سوريا / ليبيا / اليمن / لبنان / العراق …” بدعم مكشوف من الإمبريالية العالمية و الأنظمة التبعية.
في ظل هاته الأوضاع وعلاقة بالقضية الفلسطينية قضيتنا الوطنية لازال الشعب الفلسطيني البطل بكامل قواه الوطنية وفصائله السياسية صامدا في وجه الإحتلال الصهيوني من أجل إقامة دولته المستقلة على كامل التراب الفلسطيني أمام صمت المنتظم الدولي على الجرائم اليومية للكيان الصهيوني في حق فلسطين والفلسطنيين، وأمام تخاذل الأنظمة الرجعية وتهافتها على تطبيع علاقتها مع الكيان الصهيوني سياسيا، اقتصاديا وثقافيا، هذا في الوقت الذي سجلت فيه المقاومة الفلسطينية إنتصارا كبيرا تجسد في فرار ستة أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع “الإسرائيلي” رغم التحصينات الأمنية الشديدة مما يؤكد إصرار الإنسان الفلسطيني على الإنتصار وإيمانه بقضيته.
وطنيا :
إستمرار النظام القائم بالمغرب في سياساته اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية وتطبيق إملاءات أسياده الامبرياليين عبر تنزيل المخططات الطبقية التصفوية بقوة الحديد و النار للقضاء على ما تبقى من المكتسبات التاريخية للشعب المغربي و ذلك بمباركة خدامه الطيعين من الأحزاب الرجعية والمتخادلين/المتكالبين على مصالح ومطامح الشعب المغربي في التحرر والإنعتاق، كما لا يتوانى في إستغلال الظرفية الوبائية للزحف على المكتسبات التاريخية للشعب المغربي (صندوق المقاصة، الوظيفة العمومية…) وسن مجموعة من القوانين الرجعية والتراجعية ( قانون الإطار، التعاقد، مدونة الشغل، قانون الإضراب، قانون الصحافة…) التي يهدف من وراءها إلى الحجر على الحقوق ( التعليم، الصحة، الشغل…) والحريات ( التنظيم، الرأي، التعبير…) والرفع من أسعار مجموعة من المواد الأساسية وضرب القوة الشرائية للجماهير الشعبية المكتوية بواقع البطالة والتهميش.
كما حاول النظام السياسي القائم رفع شعار النموذج التنموي الجديد كشعار ديماغوجي ينسجم وطبيعة المرحلة وبرنامج يفوق الأحزاب السياسية الرجعية لكونه يعبر عن مصالح الكتلة الطبقية السائدة المكونة أساسا من العائلة الملكية وكبار الملاكين العقاريين، مما استوجب تنظيم إنتخابات 8 شتنبر لإعادة تأتيت المشهد السياسي ومحاولة إعطاء الشرعية المفقودة لمؤسستي البرلمان والحكومة والرفع من نسبة المشاركة عبر تجميع الإنتخابات الجماعية والجهوية والتشريعية في يوم واحد ولمنح رئاسة الحكومة لأحد كبار البورجوازيين ( عزيز أخنوش) والمسؤول عن إغتيال شهيد لقمة العيش بمدينة الحسيمة الشهيد محسن فكري والذي صرح بعد تصدر حزبه للإنتخابات أنه سيعمل على تنزيل البرامج والأوراش الملكية ضاربا عرض الحائط الإلتزامات الخمس التي تقدم بها في برنامجه الإنتخابي مما يؤكد سدادة موقف الجمعية الوطنية من مسرحية الإنتخابات ودعوتها عامة الشعب عبر بيان وطني لتجسيد موقف المقاطعة.
و بالرغم من حجم الإعتقالات و المحاكمات الصورية التي يحيكها النظام في حق خيرة أبناء الشعب المغربي (سليمان الريسوني، عمر الراضي، نورالدين العواج…) والزج بهم وراء القضبان في محاولة يائسة منه لإقبار الزخم النضالي لجماهير شعبنا عامة، فقد أبانت الجماهير الشعبية عن صمود منقطع النظير بتسطيرها ملاحم نضالية بطولية مما يفند الشعارات المزعومة للنظام القائم ” الإنصاف و المصالحة/الاستثناء المغربي..” و يبين الفشل الذريع في المقاربة التنموية التي أكد الخطاب الرسمي فشلها.
وإنطلاقا من موقعنا المتميز في حركة الصراع الاجتماعي العام، وفي ظل وضع إجتماعي يزداد سوءا يوما بعد يوم، وتكريس المزيد من الفوارق الطبقية، وبإعتبارنا جزء لا يتجزأ من الحركة الجماهيرية المطالبة بالعيش الكريم ووطن يتسع للجميع فإن الجمعية الوطنية تقدم تضحيات جسيمة في سبيل حقي الشغل والتنظيم وذلك بتفجير معارك نضالية وطنية ومحلية (الإعتصام البطولي لرفاقنا بفرع زايو والنواحي الذي تجاوز السبعين يوما، بن جرير، تماسينت، تانديت، صفرو، وجدة، بن جميل، تاونات…) وإعتقال مناضليها (محمد طارق، نعمان محب الدين، رفاق فرع بن جرير، محمد بوجردة…) ومتابعتهم بتهم واهية في محاولة يائسة لثنيهم عن درب الحمزاوي والحساني وأدايا.
وانطلاقا من موقعنا المتميز في عجلة الصراع الطبقي الدائر رحاه بالمجتمع وباعتبارنا جزء لا يتجزأ من الحركة الجماهيرية ،ووعيا منا بدقة المرحلة، واستحضارا للهوية الكفاحية والتقدمية دفاعا عن الحق في الشغل والتنظيم وضدا على كافة أشكال التهميش والإقصاء الاجتماعي و سيرا على نهج شهدائنا فإننا في المجلس الوطني نعلن للرأي العام الوطني و الدولي ما يلي :

تشبثنا ب :
_ الممثل الشرعي إطارنا العتيد الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب و بهويته الكفاحية و التقدمية .
_ حقنا في الشغل القار و التنظيم .

مطالبتنا ب :
_ الاعتراف القانوني بالجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب .
_ حوار مركزي جاد و مسؤول على أرضية مذكرتنا المطلبية .
_ الكشف عن قبر الشهيد مصطفى الحمزاوي ومعاقبة الجناة .
_ معاقبة الجناة الحقيقيين في اغتيال الشهيد كمال الحساني و شهداء الحركة الاحتجاجية بالريف و حركة 20 فبراير المجيدة وكافة شهداء الشعب المغربي عامة.
_ إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين معتقل الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب فرع طهر السوق محمد بوجردة، معتقلي الحركة الإحتجاجية بالريف، معتقلي الحركة الطلابية ومعتقلي الرأي من صحفيين ومدونيين…، وإسقاط المتابعات ومذكرات البحث في حق مناضلينا بالجمعية الوطنية وكافة مناضلي الشعب المغربي.
_ اتخاذ إجراءات إقتصادية وإجتماعية في صالح الشعب المغربي تحد من إنعكاسات الجائحة على أوضاع الجماهير الشعبية.
_ الإهتمام بالصحة والتعليم كقطاعين أساسيين وجعلهما في متناول كافة أبناء الشعب المغربي بشكل مجاني.
_ رد الإعتبار للأمازيغية كمكون أساسي من هوية الشعب المغربي .

  إدانتنا ل :

_ المخططات التصفوية التي تهدف الى اقبار الوظيفة العمومية .
_ للأنظمة العميلة للإمبريالية والصهيونية على جرائمهم التي يرتكبونها في حق الشعب الفلسطيني.
_ للكيان الصهيوني المستمر في جرائمه في حق الشعب الفلسطيني.
_ القمع المسلط على نضالات الشعب المغربي و للتضليل الممنهج الممارس من طرف الإعلام الرسمي .
_ المحاكمات الصورية التي تطال مناضلات و مناضلي الشعب المغربي .
_ التضييق على حرية الرأي و التعبير .

تضامننا مع :
_ المعتقلين السياسيين في سجون النظام القائم و عائلاتهم .
_ ضحايا السياسات الطبقية للنظام التبعي ” عمال، فلاحين، طلبة، أساتذة،…
_ نضالات الشعوب التواقة للتحرر والإنعتاق وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني و مقاومته الباسلة ضد الكيان الصهيوني.

دعوتنا ل :
_ مناضلات و مناضلي الجمعية الوطنية إلى الإلتفاف حول إطارهم الشرعي ج و ح ش م م .

تحياتنا ل :
_ الرفاق بالإتحاد المغربي للشغل بالرباط على إحتضانهم مقرهم لأشغال مجلسنا الوطني العادي.
_ لكل الداعمين والمساهمين في إنجاح كافة الأشكال النضالية للجمعية الوطنية.

عاشت الجمعية الوطنية إطارا صامدا ومكافحا.
المجد والخلود لكافة شهدائنا الأبرار.
الحرية كل الحرية لكافة المعتقلين السياسيين.

About محمد الفاسي