الكلاب الضالة تحتل شوارع وأحياء مكناس بلا حسيب ولا رقيب

متابعة للشأن المحلي محسن الأكرمين.

قد لا نتوفر عن كل الإحصاءات السنوية التي تعرض لها الأشخاص للأذى بالعض أو التخويف والخدش أو (داء السعار) من قبل كلاب الشوارع الضالة بمكناس، قد لا نتوفر عن الرقم الحقيقي لمجموع كلاب الشوارع الضالة والمتشردة بلا منازع، لكن في نفس الوقت نقول أن كثرتها باتت نباحا مقلقا بالمدينة وفي شوارعها العامة والرئيسية. ففي ظل”حظر التجول” و”الحجر الصحي” تم احتلال شوارع مكناس بتمامها من قبل كلاب متشردة أصابتها حتى هي أزمة ضيق حياة زمن” كورونا”. من المسلمات الكمية قد تكون معادلة الإنصاف حققت وحدتها وبدون تمييز بين الأحياء الراقية (بتجاوز دلالة المصطلح)، والأحياء الهامشية حين باتت وأصبحت مجموعة من كلاب الشوارع (الضالة) تتحرك عبر مجموعات كبير وبكل حرية وأريحية، و بلا خوف، وهي تحدث الفزع بين الناس والمارة والأطفال.
مشاكل مكناس الحضرية كثيرة ومتعددة، وبلا حصر ولا تحديد. وقد نستصغر حجم مشكلة انتشار الكلاب الضالة وحيوانات أخرى في الآونة الأخيرة بالمدينة، مادمنا قد ألفنا رؤيتها بالتعود والمساكنة. لكن ما شوهد ويحكى من عدة مناطق متنوعة، فقد أصبحت تلك الكلاب المتشردة مصدر خطر يهدد السلامة الصحية والجسدية للساكنة، ويفقد المارة الأمان، وقد تكون كذلك سببا ناقلا للأمراض (داء الكلب/السعار) وغيرها.
حماية الصحة وتأمين السلامة الجسدية للساكنة شأن يتعلق بمجلس الجماعة والسلطات الترابية العمومية، ومدى عزمهم على القضاء (الرحيم )على جحافل الكلاب المتسكعة ليل نهار بعموم تراب المدينة. قضاء على الكلاب الضالة لن يتم بما سبق من ممارسات تقليدية ( استعمال الذخيرة الحية)،بل نطالب بالتدبير الاحترافي (القانوني) واعتماد قرار العناية الرحيمة  (تأمين مأوى / التكفل…). الآن، كل الأعداد المتزايدة للكلاب الضالة باتت رقما مقلقا حسب تصريحات الساكنة بكل من أحياء الزيتون /سباتا / بني امحمد/ المنصور/ روى/ تواركة/ العويجة/  البرج/ المنظر الجميل 3… وكل أحياء المدينة الشعبية وغيرهم من الرفاه السكني، بات القضاء على مئات كلاب الشوارع ومحاربتها أمرا لا مفر منه، بات ملزما التحرك السريع لفرق مكافحة الكلاب الضالة و حفظ السلامة الصحية.

لن نتزايد تفهما عن الخطر الذي تشكله تلك الكلاب على الصحة والسلامة العامة للساكنة، لن نقدر أن نترافع عن جمالية مكناس كمدينة سياحية، والمدينة محتلة ليل نهار من قبل مجموعات متحركة من الكلاب الضالة والقطط  المتشردة بشكل مزعج وغير مريح لعيون المشاهدين. لن نطالب بتدخل (الذخيرة الحية) ولا بتدبير أساليب قتل العشوائية (التسميم)،  بل نطالب بتطبيق الاتفاقية الإطار لمعالجة ظاهرة الكلاب والقطط  المتشردة والحيوانات الأخرى، نطالب بتفعيل الضوابط العلمية والتي تروم إلى احترام معايير الرفق بالحيوانات، والحماية القانونية.

لذا من المفترض أن يتحمل مجلس جماعة مكناس مسؤوليته الرعائية لحفظ الصحة العامة للساكنة، وتحقيق السلامة والأمن الجسدي، يجب على جمعيات المجتمع المدني تفعيل أدوارها في المساعدة والمساهمة في الحد من تدفق الكلاب المتشرد على الشوارع وخلق فروع  كفالة “للرفق بالحيوانات والرعاية” عبر شراكات مع الجماعة تضمن الدعم لها. فالأمر بات يلزم نهج سياسة تصحيحية تروم إلى (تعقيم  الحيوانات الإناث باستئصال المبيض و إزالة الخصي للذكور منها) للتقليل من سيولة الولادات، وقد أبانت هاته الإجراءات (في دول) نتائج بينة من الناحية البيئية والصحية وحتى من جانب الرفق بالحيوان، وتجنب الرمي بالرصاص أو التسميم.

ما علينا فالدولة قد نصت في أحكامها العامة، على أن المؤسسات العمومية والجماعات الترابية تعمل على تعبئة كل الوسائل المتاحة لتيسير استفادة المواطنين والمواطنات على قدم المساواة من أسباب التمتع بالحقوق التالية:(العلاج والعناية الصحية والعيش في بيئة سليمة ) الآن يجب أن تتدخل مصالح الجماعة وشركاء آخرين على تأمين السلامة الصحية والبيئة السليمة، وتخليص المدينة من مصدر قلق النباح والعض والنهش اليومي، ومن تنامي أعداد الكلاب المتشردة بلا حدود.

About أحمد النميطة