حوار مع الشاعر الأردني زيد الطهراوي ــ د. فاطمة الديبي/ ذ نصر سيوب “علاقة المبدع بالسلطة”

ــ “مقارعة العروض” :

لم يكن تعلم العروض عائقا في طريق كتابة الشعر، فقد مكثت ما يقرب من أربعة أعوام أكتب بلا اعتماد على العروض لعدم إتقانه، ولما راجعت الشعر الذي كنت كتبته في هذه الأعوام الأربعة وجدت فيه بعض السطور والأبيات الموزونة، وقد صممت على تعلم بحور الشعر الستة عشر، ولكنني لم أستخدمها كلها إلى الآن.

ــ “الأقوى في عملي” :

الأقوى هو المعاني التي أريد تأكيدها بواسطة الشعر في هذه الحياة، وهي القيم التي تعلمناها من الإسلام، وهي التي ستؤثر إذا تأكدت في السياسة والوطن والحياة كلها.

ــ “الحزن والشعر” : الحزن إذا كان عابرا فإنه قد يؤثر إيجابيا، أما إذا استسلم الإنسان للحزن فهنا تكمن الخطورة على الشخص وعلى إبداعه.

ــ “الشعـــــر” :

الشعر هو الجمال إذا كان تصويرا رائعا وفكرا ساميا…  وهو الثقافة التي تؤثر في الإنسان وفي المجتمع بما ينير حياة الأفراد والمجتمعات،  ويغير أفكارهم إلى الأسمى والأنقى، لذلك فإن الشعر هو قيمة جمالية وفكرية.

ــ “مسألة هيمنة نوع شعري دون غيره” :

الشعر العمودي وشعر التفعيلة والشعر النثري كله  له جمالياته…  وظاهرة الإصرار على هيمنة نوع معين ستؤثر سلبيا على الشعر،  فهؤلاء يريدون الشعر العمودي ولا ينظرون باهتمام  إلى قصيدة التفعيلة أو قصيدة النثر، وهؤلاء يريدون قصيدة التفعيلة  أو النثر ولا ينظرون باهتمام إلى غيرها،  وهذا يؤدي إلى تراجع الشعر.
ولكن القصيدة العمودية  قوية بسبب الوزن وهو الموسيقى الخارجية، وكذلك قصيدة التفعيلة. أما قصيدة النثر فإنها خالية من الوزن (الموسيقى الخارجية)، ولكنها تحتوي على موسيقى داخلية أو إيقاع، مما يؤدي إلى مطالبة الشاعر الذي يكتب القصيدة النثرية بتكثيف الصور الشعرية  وغيرها من الأدوات الفنية.

ــ “دور الشعر” :

المدارس النقدية مختلفة  في هذا الأمر ولكن الذي أقتنع به هو أن الشعر جمال في الصور والمفردات والأفكار، وهو كذلك رسالة.

ــ “قيمة الشاعر” :

نعم يمثل الشاعر جزءا من عصب الحياة ومرتكزا أساسيا للتوعية  ولكن بشكل غير مباشر، وغير مختص بكل حدث، لأن الشعر يعتمد على الإيحاء لا على المباشرة.

ــ “الشعر والرواية” :

هل الشعر تلميح  والرواية تصريح فهذا يعتمد على الشعر نفسه، فقد يكون غامضا مثل شعر محمود درويش الذي يقف أمامه الناس حائرين فينطبق عليه ما سبق. أما في حالة كون الشعر مفهوما فإن ذلك سيكون مرتبطا بذائقة القارئ.

ــ “أواصر القربى بين الشعر والرواية” :

أواصر القربى هي الفن، فالشاعر لا بد أن يكون فنانا، وكذلك الروائي. وهناك روابط أخرى كالذي تجده في القصائد التي تتحدث عن سيرة الشاعر فتتحول إلى قصيدة روائية.

ــ “النقد والشعر” :

نعم يعتبر النقد عنصرا أساسيا في منظومة البناء الشامخ للمثقف، بشرط أن يكون النقد منصفا وفيه الكثير من الرفق، وبعيدا عن الرغبة في تعريض الشاعر أو الكاتب للإحباط،  فتجد الشاعر يرتقي مع كثرة النقد بالشروط المذكورة.

ــ “القارئ والشعر” :

القارئ هو جزء من المنظومة الشعرية،  ولكن بدونه لا يظل الشعر ناقصا، جزء من المنظومة  لأن الشاعر لا بد أن يكتب للجمهور الذي هو القارئ، أما أن يظل الشعر ناقصا بدون القارئ فلا، لإمكانية أن يستمر الشاعر بالكتابة  دون أن يقرأه أحد.

ــ “قلة الاهتمام بمنتديات الأدب والشعر” :

قد يحتاج هذا إلى بحث ومعرفة الأسباب المؤدية إلى ذلك، وبمعرفة الأسباب يمكن علاج هذه الظاهرة. لكنني أحب أن أكون بمعزل عن إطلاق الأحكام، فقد كانوا يقولون أن أسباب انتشار الشعر الهابط هو الإسفاف والهبوط  الذي فيه، ولكننا  رأينا شعراء يقدمون الشعر الهادف السامي، ويجدون اهتماما من الناس.
فالذي أريد قوله هو أن لكل شيء أنصار ورواد، وعندما يهتم المبدع بأدبه سيجد المهتمين به  يزدادون، ولعل هذا هو الطريق لعلاج هذه الظاهرة.

ــ “علاقة المبدع بالسلطة” :

العلاقة بين المبدع ومن حوله يجب أن تكون سلمية، ولا يجوز أن تكون تصادمية، وهذا يعتمد على أسلوب المبدع ومدى تمكنه من إشعار من حوله أنه لا يكتب لإحداث الفتن والبلبلة، وبهذا سيجد تقبلا لأفكاره، لأنها تقوم على مبدإ النصح  بالحكمة  والموعظة الحسنة.

ــ “الفقر الثقافي والواقع الاجتماعي” :

لا أظن أن هناك فقرا ثقافيا عاما، فلا بد أن يكون هناك مجموعات أو أفراد يحملون هذا العبء. أما الواقع الاجتماعي فهناك أمور كثيرة تؤثر فيه كالتجارب الحياتية وغير ذلك.

ــ “اللغة الفصحى واللهجة العامية” :

لا أتفق مع أن العربية  الفصحى مجرد قطع غيار في ماكينة اللهجة العامية…  فاللغة  العربية  الفصيحة  أو الفصحى هي اللغة القوية التي تتسع للجميع.

ــ “الشعر الفصيح والشعر العامي” :

لا يوجد صراع بين الشعر الفصيح والشعر العامي، فالشعر الفصيح فيه الجمال والتأثير في كل الناطقين باللغة العربية ، أما غير الناطقين بها فإن الشعر العربي يصلهم عن طريق الترجمة،  بخلاف الشعر العامي أو النبطي فإن لكل بلد أو قوم لهجة، فمن سيوضح معنى الألفاظ  للبلد الآخر أو القوم الآخرين، وهذا يؤدي إلى ابتعاد الناس عن الشعر العامي أو النبطي لعدم فهمه، إلا الشعر الذي يخاطبهم بلهجتهم، مما يؤدي إلى عدم انتشار هذا الشعر كما ينتشر الفصيح.

.. يتبع..

عن موقع: فاس نيوز

About محمد الفاسي