ألقى عميد كلية الطب والصيدلة بفاس الدرس الافتتاحي يوم الجمعة 08 شتنبر ليعلن عن انطلاق الموسم الجامعي2018 / 2017، والذي تم فيه استقبال الفوج رقم 19 و الفوج الثالث في إطار الإصلاح الجديد للمنظومة البيداغوجية في التعليم الطبي، الصيدلي و طب الأسنان الذي يجري تنفيذه منذ شتنبر 2015.
تم تسجيل 331 طالب بعد عميلة ضبط اللائحة النهائية ، دون احتساب حصة الأجانب المخصصة و التي تندرج في إطار اتفاقيات التعاون بين المملكة المغربية و العديد من الدول الشقيقة و الصديقة .
و للإشارة، ف 80% من الطلبة الجدد حاصلين على شهادة الباكالوريا فيزياء كيمياء، و كما هو الشأن منذ عدة سنوات فإن نسبة الإناث تفوق نسبة الذكور، وبالنسبة لهاته السنة الجامعية فنسبة الإناث (62%) و نسبة الذكور (38%).
و في كلمته الافتتاحية التي عرفت حضور نواب العميد، الكاتب العام و رؤساء المصالح الإدارية بالإضافة إلى مجلس طلبة الطب بفاس، قدم السيد العميد التهاني لطلبة الطب الجدد و أشاد بتفوقهم المستحق و جهودهم المبذولة طيلة مراحل المباراة الصعبة و كذا طيلة مسارهم الدراسي.
و قد أشار السيد العميد إلى كون الدراسات الطبية تكليف أكثر من تشريف، و لهذا يستوجب على طلبة الطب أن يكونوا في مستوى ثقة أسرهم و بلدهم، فيما أوضح الاختلاف الكبير بين النظام الجامعي و النظام الثانوي بحيث تعتبر الدراسات الجامعية مرحلة مصيرية يتم فيها تكوين الذات وبناء الشخصية، وتحصيل الخبرة استعدادا للانخراط في الحياة المهنية والعلمية. في هذا الصدد ومن أجل تجاوز رهانات المسار الجامعي و ضمان تحصيل علمي ناجح، قدم السيد العميد مجموعة من النصائح تتجلى أبرزها في العمل الجاد و المتواصل منذ البداية، التدبير المحكم للوقت، الانخراط الفعال في الحياة الطلابية و الأنشطة الجمعوية، احترام القانون الداخلي للمؤسسة، تفادي الغش في الامتحانات، احترام أخلاقيات مهنة الطب و التحلي بالمسؤولية، و كذا تنمية الذكاء الجماعي بين الطلبة.
بعد ذلك تقدم بالتعريف بإدارة الكلية من نواب العميد، الكاتب العام ورؤساء المصالح الإدارية وممثلي مجلس طلبة الطب بفاس، وأكد على انخراطهم في مساعدة أطباء المستقبل على نجاحهم في حياتهم المهنية، و ذلك بتوفير جميع الظروف اللوجستيكية و تجديد مستمر لمختلف مرافق التحصيل العلمي (الفضاءات الرياضية، خزانة كتب، ولوج إلى الانترنت).
فيما تسعى كلية الطب إلى الرفع من المستوى المعرفي لطلبة الطب و ذلك بتوفير أحدث التقنيات والآليات في التكوين الطبي على المستويين النظري و التطبيقي، تتجلى أبرزها في إحداث مركز التعلم الرقمي والمحاكاة الذي خصص له فضاء كامل يضم 6 قاعات وخصصت له ميزانية تجهيز بما يقارب 5 ملايين درهم، بالإضافة إلى ذلك تتوفر الكلية على 12 مختبر و بنية للبحث زيادة على إنشاء وحدة البيولوجيا الجزيئية، مختبر التجارب على الحيوانات و وحدة الحصوة.
أما على المستوى البيداغوجي، تم تقديم الجوانب التربوية و التنظيمية التي يشهدها الإصلاح الجديد للمنظومة البيداغوجية في التعليم الطبي، الصيدلي و طب الأسنان و التي تتجلى في تطبيق مبدأ الاستباق، اكتساب الوحدة و المعاوضة، فضلا عن ذلك توحيد البرنامج الدراسي بين جميع كليات الطب، مع إدماج نظام (LMD) الذي يخول جسور تمكن طالب الطب تغيير مساره و التحاقه بشعب مجاورة للدراسات الطبية و ذلك في مختلف مراحل مساره التكويني.
كما يحث النظام الجديد على إجراء التداريب ابتداء من السنة الأولى من أجل استئناس طلبة الطب بواقع المسار الذين اختاروه و اكتشافهم عن قرب مختلف جوانب المجال الطبي.
علاوة على ذلك، تشكل التداريب 50% من المسار التكويني لطلبة الطب، و في هذا الصدد تجمع شراكة قوية بين كلية الطب و الصيدلة و المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني و كذا المستشفى العسكري بمدينة مكناس الذين يوفرون ميادين للتداريب و كذا تأطيرها طيلة المسار التكويني لأطباء المستقبل.
تجدر الإشارة هنا إلى انخراط كلية الطب و الصيدلة بفاس في النهوض بالقطاع الصحي بجهة فاس مكناس، من جهة تم الرفع من الطاقة الاستيعابية إلى 3399 طالب طب (324 أجنبي أي ما يعادل نسبة 10%) ضمنهم 2730 طالب في سلك الدكتوراه، و 669 طبيب داخلي و مقيم يتابعون تخصصهم ب 35 تخصص طبي، جراحي و بيولوجي.
أما فيما يخص الأطباء المتخرجين، من جهة أخرى بلغ عدد الأطباء المتخرجين 1577 خريج في الطب العام منذ أول أطروحة نوقشت سنة 2007، بالإضافة إلى ذلك 589 خريج في سلك التخصص يمثلون 357 متخرج في التخصصات الطبية و 178 متخرج في التخصصات الجراحية و 54 متخرج في التخصصات البيولوجية.
و جاء دور منسق مجلس طلبة الطب بفاس لإلقاء الكلمة، حيث أعطى للطلبة الجدد شروحات حول مختلف الجوانب الدراسية بالكلية و كذا نصائح قيمة حول مسارهم التكويني، فيما أكد على انخراط الطلبة القدامى في دعم و ادماج الفوج الجديد بالكلية، ثم دعى طلبة الطب الجدد الى الإخراط في الحياة الطلابية و الجمعوية لاسيما أن لديهم الخيار بين أزيد من 12 جمعية و نادي يلعبون دورا محوريا في تأطير أنشطة و ورشات في مجالات متنوعة.