في محاولة لتجاوز التعثر الذي يعانيه قطاع السياحة بمدينة فاس، لجأ منتجع سياحي بالمدينة إلى الاستعانة بخدمات نجوم الأغنية الشعبية لإحياء سهرات فنية. وقال منعش سياحي بفاس و صاحب مطعم معروف”، إنه قرر منذ ما يقرب من 3 سنوات الرهان على تنظيم سهرات فنية نهاية كل أسبوع بمطعمه، وذلك للتغلب على الصعوبات التي يواجهها الاستثمار في القطاع السياحي بالمدينة.
واستقبل المطعم الذي يوجد وسط مركب سياحي ترفيهي بمقاطعة زواغة، كل من “يونس البولماني” الذي اشتهر في البداية انطلاقا من شبكات التواصل الاجتماعي. كما استقبل في الآونة الأخيرة “الشيخة الطراكس” و”مولات الدربوكة” و”الشيخة التسونامي” و”تيوتيو”، الفنان المغربي المقيم في فرنسا. ورضا الطالياني والجزائري “لالجيرينو” و”مولات البندير”.
وذهب صاحب المطعم إلى أن تطوير صناعة الترفيه في المدينة أصبح ضروريا لرد الاعتبار للسياحة. وأكد على أن الأمر يحتاج إلى تصور يترافع عنه جميع المتدخلين في المجال، مع ما يلزم ذلك من تشجيع للمنعشين السياحيين بمختلف مكوناتهم.
ويتحدث أصحاب الفنادق المصنفة والفنادق الفخمة ودور الضيافة في مدينة فاس عن تراجع مداخيل السياحة. ورغم المؤهلات السياحية والتاريخية والروحية والثقافية والطبيعية التي تتوفر عليها الجهة، إلا أن العاصمة العلمية تحولت، في السنين الأخيرة، إلى محطة عبور فقط، عوض أن تكون محطة إقامة. وتبنت المندوبية الجهوية للسياحة بتعاون مع المؤسسات المتدخلة في القطاع، منذ سنوات، عدة برامج للنهوض بالقطاع، لكن تفعيل هذه البرامج يواجه تعثرا كبيرا.
وكان من المرتقب أن تتحول ساحة “بوجلود” التاريخية إلى ساحة تنشيط ثقافي، على غرار ساحة “جامع الفنا” التي تساهم في صنع الأمجاد السياحية لمدينة مراكش، إلا أن الساحة لا تزال تواجه الإهمال، حيث أصبحت فضاء عشوائيا لركن السيارات، كما تحولت أجزاء منها إلى فضاء لعرض السلع من قبل الباعة المتجولين. وغاب عن الساحة منشطوها الذين توفي بعضهم وبلغ البعض الآخر من الكبر عتيا، وتخلى من تبقى منهم عن مهنة “التنشيط” التي لم تعد تكفي لسد أدنى احتياجات أسرهم.
وشهدت المدينة العتيقة برامج مهمة لإصلاح وترميم البنايات التاريخية، لكن هذه المشاريع لم تواكبه إجراءات المؤسسات المعنية للتعريف بها وإعادة الحياة إليها.
وتشهد المدينة كل سنة تنظيم مهرجان الموسيقى الروحية، لكن عددا من المنعشين السياحيين يعتبرون بأن انعكاساته على انتعاش السياحة محدود، رغم أن مؤسسة روح فاس التي تشرف عليها تؤكد على أن الهدف منه هو الترويج للمدينة وإعطاء دفعة سياحية قوية لها. وتفجرت في المؤسسة في الآونة الأخيرة اختلالات في تدبير شؤونها، مما أدى إلى متابعة عدد من رموزها بتهمة تبديد المال العام، ومن هؤلاء الرئيس السابق للمجلس الجهوي للسياحة، وهو من أكبر المنعشين السياحيين بالمدينة، والذي وجهت إليه تهمة استغلال منصبه في المؤسسة للظفر بالنصيب الأوفر من ليالي مبيت الوفود الوازنة التي تشارك كل سنة في فعاليات المهرجان.
صاحب المقال : لحسن والنيعام