تمكنت المصالح الأمنية في العاصمة البوغاز طنجة من إحباط عدة محاولات للنبش في أماكن معروفة بوجود الدفائن الثمينة. وفي ساعات متأخرة من الليل، تم اعتقال عشرات الأشخاص الذين كانوا يقومون بحفر قطع أرضية بحثًا عن الكنوز المدفونة بها. تم ضبط وسائل ومعدات متطورة للحفر والتنقيب بحوزتهم، بالإضافة إلى وثائق وكتب قديمة وخرائط للمنطقة قد تكون دلائل على المواقع المستهدفة. ولا يزال البحث جاريًا لإلقاء القبض على أشخاص آخرين يشتبه في انتمائهم لهذه العصابة الإجرامية، التي يُعتقد أنها تعمل على نطاق وطني.

الصباح تكشف عن حوادث مثيرة في المدن الشمالية

كشفت جريدة “الصباح” عن سلسلة من الحوادث المثيرة التي شهدتها المدن الشمالية وبعض القرى والمداشر المجاورة لها. وقد شارك في هذه الحوادث فقهاء وأطر وشباب انخرطوا في عصابات إجرامية متخصصة في نبش الأضرحة والمساجد والأماكن غير المحمية بحثًا عن الكنوز المدفونة. وبالإضافة إلى ذلك، تم تسجيل حالات اختفاء لأطفال يتميزون بصفات معينة ويعرفون باسم “الزوهريين”. يتم اختطاف هؤلاء الأطفال من قبل عصابات تستخدمهم في استخراج الكنوز. وتعتبر هذه الظاهرة الإجرامية مرعبة للعديد من الآباء والأمهات في المنطقة الشمالية.

عصابة يتزعمها مدير وكالة بنكية

في حادثة مثيرة استحوذت على اهتمام وسائل الإعلام الدولية، وجد مدير وكالة بنكية بطنجة نفسه في قلب قصة مثيرة. وتم إلقاء القبض عليه متلبساً مع ثلاثة أشخاص آخرين أحدهم فقيه يبلغ من العمر ثمانين عاماً، أثناء قيامهم بأعمال التنقيب في قطعة أرض قاحلة في حي “الشجيرات” الواقع في المنطقة الشرقية من حي مغوغة بطنجة.

وتم إلقاء القبض على المشتبه بهم الأربعة بناء على بلاغ تلقاه أحد ضباط السلطة المحلية في المنطقة من مواطن معني. وأبلغ المواطن عن عمليات حفر مشبوهة في وقت متأخر من الليل تجري على الأرض. وتدخلت القوات المساعدة، إلى جانب السلطات المحلية وقائد المنطقة الإدارية، على الفور إلى مكان الحادث. اكتشفوا عدة أفراد يستخدمون حفارًا كبيرًا لحفر حفرة. وتمت محاصرة أربعة منهم، فيما تمكن الآخرون من الفرار بسيارة رباعية الدفع.

الاعتقال والمقاومة
وفور إبلاغه بالحادث، وصل إلى مكان الحادث فريق أمني من الدائرة الثانية بني مكادة. وتم إلقاء القبض على المشتبه بهم الأربعة الذين أبدوا مقاومة شرسة ضد الضباط. إلا أن أفراد الدورية نجحوا في السيطرة عليهم واقتيادهم إلى مركز الشرطة. وتم وضع المشتبه فيهما رهن الاحتجاز المؤقت لتسهيل إجراء المزيد من التحقيقات في الظروف المحيطة بهذا الحادث. كما هدفت السلطات إلى الكشف عن هويات الأفراد الهاربين المشتبه في انتمائهم لهذه العصابة الإجرامية. بالإضافة إلى ذلك، صادرت القوات الحفار وأدوات الحفر المختلفة (مثل المجارف ومعاول الحديد) ووثائق قديمة وخرائط للمنطقة وسيارة خفيفة من طراز رينو إكسبريس.

الإجراءات القانونية
وبعد استكمال الإجراءات القانونية اللازمة، تم تقديم الموقوفين الأربعة أمام وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالمدينة. وقررت النيابة توجيه تهم تتعلق بـ “المشاركة في عصابة إجرامية متخصصة تعمل في استخراج الكنوز دون ترخيص، والسحر، واستعماله”.

عن موقع: فاس نيوز