ما إن تلقي شمس الأصيل بظلالها على أسوار فاس التاريخية، حتى تتسلل عبر بواباتها مخلوقات معروفة بالفساد، لا نلمحها إلا في الفترات الانتخابية. فهذا موظف معروف بالفساد لا لون سياسي له و كل ما يقال عنه أنه حرباء متلونة، يأتي و بمعيته شيخه في الفساد و المعروف بحربائيته أيضا، و بترحاله السياسي و النصب و الاحتيال و تلقي الرشاوى، و ذلك منعش سياحي ساهم في إدخال قطاع السياحة إلى غرفة الإنعاش بسبب نصبه و احتياله على السياح و تشويه سمعة البلاد، و آخر يمتلك فيلات بطريق إيموزار و ميامي و كاليفورنيا و عين الذياب و بوسكورة…،و ضيعات فلاحية و مشاريع …. أقل ما يمكن القول عنها أنها جابها الله.
هاته المخلوقات المتسللة و منذ ما لا يزيد عن الشهرين، لا تتواصل و لا تنصب إلا على العقول الضعيفة و المعروفة بشعبيتها، إذ تتخذ من ضمن استراتيجياتها في خوض حملاتها السابقة لأوانها المقاهي و المطاعم أمكنة خصبة لعقد التجمعات الغير المرخصة، فهاته مائدة تضم 20 شخصا من حزب الخراب، و تلك مائدة في المقهى أو المطعم المجاور تضمن 30 شخصا من حزب الدمار…، و على كل مائدة نجد شخصا يترأسها متخصص في بيع الوهم و الاستغلال و الاتجار في البشر بالمفهوم السياسي، و بجانب تلك الموائد نجد أشخاصا يذكروننا بمخبري الاستعمار الفرنسي، يتصيدون الفرصة لسماع المعلومة من أجل إيصالها إلى شيوخ الفساد الآخرين من أجل تلقي الأظرف… و غيرها.
كل ذلك، و على الرغم من توصيات جلالته بالقطيعة مع رموز الفساد و الفساد بكل صوره، و إعطاء الفرصة للشباب من اجل العمل السياسي و تخليق الحياة العامة، إلا أننا لا زلنا نلحظ أن اطر الأحزاب السياسية بفاس لم تستوعب بعد خطب جلالته، بل و تفننت في بلورة مفاهيم جديدة للفساد، فهاته جمعية لا توجد في أرض الواقع إلا بوصل الإيداع النهائي، رئيسها يسير عن بعد من اجل محاربة فلان، و تلك جمعية استغل أعضاءها الشهرة منذ سنوات بتقنية البوز بمواقع التواصل الاجتماعي – شوفوني أنا تان صدق- أعلنوا مؤخرا استعدادهم للترشح، و الأكثر سخرية من ذلك هو وجود أشخاص يتكلمون و كلهم ثقة أن الحي الفلاني أو المنطقة الفلانية لهم فيها آلاف الأصوات و كأنها إرث من والديهم، و هنا أحثهم على أن يستحضروا المثل الفاسي القائل – الباكور في المنام رزق- .
لقد مل المواطن من مسرحياتكم و مكركم، ألا تخجلون من أنفسكم ماذا قدمتم و ماذا ستقدمون، ففاقد الشيئ لا يعطيه.
و لنا عودة في الموضوع….
مقال رأي، عبد الله الشرقاوي فاس