اعترف مهرجان فاس للمسرح الجامعي المنعقد ما بين 6 و 10 من ماي الجاري بأحد مؤسسي ودعامة المهرجان المنظم من قبل كلية العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله -فاس والذي استوفى عقده الأول الفنانة ‘نعيمة المشرقي’، هذا الهرم الفني الإستثنائي كما وصفها الدكتور والمسرحي ومدير المهرجان السيد ‘سعيد الناجي’، قبل أن يعود ويقول بأنهم بتكريمهم لهذه الشخصية الفنية المتواضعة والبشوشة بابتسامتها العريضة التي لا تكاد تفارقها هو تكريم للذاكرة المسرحية المغربية، ليعتبر بأن الفنانة أصرت في مسارها على رهان آخر وهو محبة الوطن فبادرت إلى إطلاق مشروع وطني لإسترجاع كل المغاربة بتندوف.
ويقول المخرج والمسرحي ‘عبد المجيد فنيش’ لحظة الإحتفاء بهذه الفنانة صباح يوم السبت 9 ماي الجاري بالمركب الثقافي الحرية، بأن ‘نعيمة’ فنانة كبيرة كَبُر باسمها كبار المسرحيين المغاربة أمثال الصديقي و محمد حسن الجندي، لتكون ‘المشرقي’ يقول أيضا الفنان ‘عبد المجيد’ واحدة من القليلات من بنات جيلها اللاواتي استطعن أن يوفقوا المعادلة الصعبة بإتقان التمثيل المسرحي من جهة والوعي المعرفي والجمالي من جهة أخرى، ليصفها المخرج المسرحي ‘حسن علوي مراني’ بالأم الروحية للفانين وهي المنفردة في جيلها يحبها الجمهور والفنانون على حد سواء.
لم يَطُل صمتها كثيرا لتطأ قدمها خشبة المسرح وفي لحظة بوح جميلة تقول ‘نعيمة المشرقي’ بأنها تجمعها مع هذه المدينة علاقة مثينة جدا تعود لسنوات خلت كانت تقدم فيها أعمالا مسرحية ب سينما أومبير سابقا، لتضيف بأن هذا هو الإحتفاء 105 في سيرتها بداخل وخارج المغرب، واحتفاء مدينة فاس ومهرجان فاس للمسرح الجامعي على وجه الخصوص يقوي ويدعم اختيارها لهذا المسار الفني الذي تقول كان مبنيا على محبة الناس والفنانين واحترامها للجمهور، لتدعو الشباب والجيل الصاعد إلى الإشتغال على مصالحة الناس مع المسرح.
وللإشارة واصل مهرجان فاس للمسرح الجامعي الذي يحظى خلال هذه الدورة برعاية خاصة من صاحب السمو الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة عضو المجلس الأعلى للإتحاد والذي احتفى خلال حفل افتتاحه(7 ماي 2015) بالفنان الإماراتي ‘مَرعي الحليان’، أنشطته خلال اليوم الثاني بتوقيع كتابين الأول ‘مغامرة التأصيل في مسرح الطيب الصدقي’ للدكتور ‘رشيد بناني’ صدر مطلع 2015، والمؤلف الآخر لنجل المسرحي الراحل ‘محمد الكغاط’، الحاصل على دكتواره في الفيزياء وأخرى في الأدب حمل عنوان ‘تدوين الفرجة المسرحية’ صدر سنة 2013.
ولم يخلو ركح خشبة الحرية من العروض المسرحية المشوقة والحاملة لثقافات عالمية أولها كان عرض ‘إبليس’ لجامعة بلغراد من صربيا، فيما العرض الآخر قدم من أقصى القارة الآسوية وبالضبط من جمهورية الصين الشعبية حمل اسم ‘سير وسط المدينة الفاضلة’ عن أكاديمية شنغهاي للمسرح، ويواصل المهرجان عروضه المسرحية لغاية يوم غد الأحد(10 ماي) وخلاله سيعلن عن الفائز ب جائزة سمو الشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي، والجائزة الكبرى للمهرجان، وجائزة فهد السليم للإخراج، وجائزة السينوغرافيا، وأحسن دور ذكور وإناث، وجائزة البحث والتجريب المسرح،ي وجائزة لجنة التحكيم، ثم جائزة الأمل.