فازت أكاديمية شنغهاي للمسرح عن مسرحيتها ‘سير وسط المدينة الفاضلة’ بالجائزة الكبرى جائزة سمو الشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي خلال الدورة العاشرة لمهرجان فاس للمسرح الجامعي المنظم من قبل كلية العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس المنعقد ما بين 6 و 10 ماي 2015 بـ المركب الثقافي الحرية – فاس.
وسمت نسخة هذه السنة التي انعقدت تحت رعاية صاحب السمو الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة عضو المجلس الأعلى للإتحاد بالإمارات العربية المتحدة، بالإحتفاء بشخصيتين الأولى ب الفنان المسرحي والمؤلف والممثل التلفزيوني الإماراتي ‘مَرعي الحليان’ الذي اشتهر بكتابة مسرحية ‘باب البراحة’، كما نال العديد من الجوائز عن أعماله المسرحية على الخصوص، وتتجلى غاية هذا الفنان كما قال في التواجد على خشبة المسرح فيضطر للتأليف والإخراج، وحصل سنة 2005 على أربع جوائز عن تأليفه مسرحية اشكرا بابا’ ب مهرجان أصيلا لمسرح الطفل بالمغرب.
واحتفل المهرجان الذي أهدى تذكارا ل صاحب السمو سلطان القاسمي تسلمه السيد ‘أحمد بورحيمة’ رئيس قسم المسرح دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة، ب عملاقة المسرح المغربي الفنانة ‘نعيمة المشرقي’ والتي وصفها مجموعة من الفنانين بالفنانة الإستثنائية وقال عنها لحظة تكريمها المخرج والمسرحي ‘عبد المجيد فنيش’ صباح يوم 9 ماي الجاري ‘الفنانة كبيرة كَبُر باسمها كبار المسرحيين المغاربة أمثال الصديقي و محمد حسن الجندي’، لتكون ‘المشرقي’ يقول أيضا الفنان ‘عبد المجيد’ واحدة من القليلات من بنات جيلها اللاواتي استطعن أن يوفقن المعادلة الصعبة بإتقان التمثيل المسرحي من جهة والوعي المعرفي والجمالي من جهة أخرى.
وأثنت لجنة التحكيم التي تشكلت من الدكتور ‘عز الدين بونيت’ رئيسا، والفنانة ماجدة بنكيران و الدكتور فهد الكغاط والمخرج جواد السنني والفنان سعيد أيت باجا، أعضاء، على العروض المشاركة، لتسجل روح المغامرة الإبداعية في البحث والتجريب التي طبعت معظم العروض المقدمة ولا سيما منها تلك التي أنجزت في إطار مختبرات للمسرح داخل الأكاديميات المتخصصة، مما يعيد الروح إلى الطابع التجريبي الصرف للمسرح الجامعي، ويؤكد على حرصه المستمر على فتح عوالم جديدة في مجال التجريب، متحررا من القيود التي تفرضها السوق أو إكراهات المسارح العامة، لتسجل كذلك الطابع الإنساني للقضايا التي عالجتها كل العروض المسرحية، وانشغالها بالأسئلة المقلقة التي يعاني منها الإنسان بصفة عامة في عالم اليوم أو تلك التي تكابدها الجماعات البشرية في مناطق بعينها.
وترى اللجنة ها هنا أن المهرجان كان فرصة للحوار وتبادل النظر بين الفرق المشاركة بخصوص هذه القضايا المحرقة بين شباب ينتمون إلى ثقافات مختلفة الأفاق والمشارب، والتفاوت في امتلاك الأدوات التقنية والفنية، بين الفرق المنتمية إلى معاهد ووحدات متخصصة، والفرق المنتمية إلى مؤسسات جامعية غير متخصصة؛ مما حذا باللجنة إلى التمييز في التقدير بين المشاركات والمشاركين المنتمين إلى كلا الصنفين، واقتراح إحداث جائزتين إضافيتين في صنف التمثيل إناثا وذكورا.
وبالعودة لأجواء التنافس فاز ب جائزة لجنة التحكيم الخاصة مسرحية “عقول هجينة” من إيطاليا، أما جائزة الأمل الخاصة عادت ل مسرحية “ما حدث بعد ذلك” ل جامعة السلطان قابوس من سلطنة عمان، وفاز ب جائزة الإخراج المسرحي للدكتور فهد السليم مسرحية أورفيوس أو عد إلى جحيمك الإنساني ل ‘نيكولاي جورجيوف’ من بلغاريا، وفاز ب جائزة البحث والتجريب مسرحية مسرحية ‘عدو النجوم’ من آيرلاندا، أما جائزة السينوغرافيا نالتها مسرحية ‘سير في المدينة الفاضلة’ من الصين، وأحدثت لجنة التحكيم صنفين من الجوائز واحدة تعلقت بجائزة التشخيص ذكور للمؤسسات المتخصصة فاز بها ‘روبرتو بينفانتيني’ عن دوره في مسرحية “عقول هجينة” من إيطاليا وفي صنف الإناث عادت ل ‘بيتيا يوسيفوفا’ عن أدائها في مسرحية أورفيوس أو عد إلى جحيمك الإنساني، وفي الصنف الآخر أي المؤسسات غير المتخصصة فاز بجائزة أحسن أداء ذكور مناصفة ‘مهدي حوقا’ عن مسرحية ‘العساس الهبيل على نجوم الليل’ من كلية العلوم القانونية والإجتماعية والإقتصادية بفاس و’كورميليوس كارل’ عن مسرحية ‘إيقاع مسرحي’ من ألمانيا، فيما جائزة التشخيص إناث للمؤسسات المتخصصة فازت بها ‘بيتيا ديميتروفا يوسيفوفا’ من بلغاريا، أما جائزة التشخيص ذكور لنفس الصنف نالها ‘روبيرتو بونفانتي’ من إيطاليا.
وعلى مدار خمسة أيام استفاد مجموعة من الطلبة من ورشات تكوينية متخصصة في المسرحة قام بتأطيرها كل من ‘بوسلهام الضعيف’ في موضوع ‘الممثل بين الحركة والتعبير،’ و ‘نيكولاي جونسون’ في موضوع ‘التكلم بدون لغة’ في حين تناول ‘توماس سانياغ’ موضوع ‘تمارين في الإرتجال’، كما شكلت التظاهرة مناسبة لتوقيع عدد من الكتب الجديدة في المسرح نذكر ‘المسرح الفردي في الوطن العربي’ لمؤلفه الطاهر الطويل وكتاب ‘مغامرة التأصيل في مسرح الطيب الصديقي’ لكاتبه الدكتور ‘رشيد بناني’ و مؤلف ‘تدوين الفرجة المسرحية’ لـ ‘فهد الكغاط’، هذ الأخير الذي حاول أن يدرس كراسات الإخراج لمجموعة من المخرجين المسرحين، انطلق في تناول للكتاب وفق كلامه من مقاربة بسيطة يقول ‘إذا كان النص المسرحي موضوعا ثابتا لايتغير فإن العرض المسرحي زائل ووقتي’ ووقف بالخصوص على كراسات الراحل ‘محمد تيمود’ ليعتبر أن تناول هذه الكراسات عند المخرجين المغاربة والعرب من الصعوبة بمكان لأنها لا توثق في الغالب أو تحفظ على عكس في الدول الغربية تظل هذه التجارب حاضرة وتنشر فيما بعد.
وراكم مهرجان فاس للمسرح الجامعي الذي انطلق سنة 2005 بكلية العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية بفاس، عدد من التجارب الفنية المتنوعة توجت صيف 2012 بتوقيع اتفاقية شراكة بين جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس(مهرجان فاس للمسرح الجامعي) ومسرح عجمان الوطني بالإمارات العربية المتحدة، هذه الإتفاقية نصت على دعم سمو السيخ ‘عبد العزيز بن حميد النعيمي’ رئيس مسرح عجمان الوطني لمهرجان فاس، إذ خصص درع سمو الشيخ للجائزة الكبرى للمهرجان، وانطلق العمل بهذه الإتفاقية خلال الدورة الثامنة التي احتفت بمسارح آسيا، ولدعم أكثر للتظاهرة أحدثت جائزة الإخراج المسرحي ل ‘فهد السليم’ عميد كلية الفنون المسرحية بالكويت بمبادرة منه، لتوقع جامعة سيدي محمد بن عبد الله السنة الماضية اتفاقية شراكة توأمة بين مهرجان فاس للمسرح الجامعي والمهرجان الأكاديمي للمسرح بالكويت.
واحتفت النسخة التاسعة بـ الدكتور ‘فارسي السرغيني’ مؤسس المهرجان والرئيس السابق لجامعة سيدي محمد بن عبد الله، والفنان ‘علي مهدي’ نائب رئيس الهيئة الدولية للمسرح، والفنانين ‘عبد الإله عاجل’ و’نجوم الزهرة’. وفي مجال التتويجات، عادت الجائزة الكبرى للمهرجان مناصفة بين مسرحية ‘فيروس’ من المغرب و مسرحية ‘عندما يتوقف الزمن’ من ساحل العاج.