إدريس الأزمي كما أعرفه..بقلم تلمساني حمزة

إدريس الأزمي كما أعرفه..

أتابع منذ يومين هذا النقاش الذي أثير حول دقيقة اقتطعت من 11 دقيقة من مداخلة ادريس الأزمي في لجنة المالية.. شخصيا ليس من طبيعتي أن أدافع عن شخص يمارس مهام انتخبه من أجلها الشعب ويتلقى على أساسها تعويضات انطلاقا من أمور ذاتية خاصة به، إنما أدافع عن عمله وحصيلته إن اقتنعت بها، لكن وبما أن النقاش انحرف وتم التركيز على الجانب الأول وما حمل ذلك من مغالطات وأكاذيب وظلم تُهَدُّ منه الجبال هداً، فإنه لابد من قول بعض مما عاينته وعرفته عن الرجل؛

• نبدأ بقضية التعويضات، وما كان لأحد الحق أن يدخل في تفاصيلها قبل أن يخرجها هو، حيث يتوصل حساب ادريس الأزمي الادريسي النائب البرلماني وعمدة مدينة فاس والوزير السابق بتعويض من البرلمان قدره 21 ألف درهم (وشي صريف)، وعن الجماعة 15 ألف درهم قانونيا (لا يستفيد منها وتذهب في اتجاه آخر هو الوحيد المخول له التصريح به)، في المقابل تخلى الرجل عن حقه القانوني في طلب تقاعد الوزراء، وتخلى عن منحة نهاية الخدمة التي تعطى للوزراء.. بل الأكثر من ذلك أنه وقبل أن يدخل السياسة كان يتقاضى راتبا قد يصل في بعض الأحيان نفس تعويض رئيس الحكومة أو أكثر.. في حين نجد من يقول أنه يتقاضى 14 مليون، و 11 و7…
• في موقفه من تقاعد البرلمانيين: لازلت أتذكر كلمة قالها خلال حلوله ضيفا على برنامج قضايا وآراء سنة 2016 “مكنخدموش بمنطق سكت عليا نسكت عليك، وتقاعد البرلمانيين هاحنا جايين له وغادي نساليو معه”.. وذلك ما كان، في يناير 2018 سيكون أول من تقدم بمقترح لتصفية هذه المعاشات باسم فريق العدالة والتنمية، وحتى في كلمته التي تم تقطيعها فقد أكد على نفس الموقف.
• في مستوى آخر يتم الكذب على الرجل وعلى مدى أزيد من 5 سنوات بدعوى أنه يسير مدينة فاس من الرباط، وهذا أمر غير صحيح بالمرة، الرجل يقطن بشقة في حي النرجس بفاس، ويتواجد بالمدينة لمدة 5 أيام في الأسبوع على الأقل، وأحيانا كثيرة 7/7، ولازلت أتذكر على الأقل مرتين كنت في مكتبه بالجماعة وظل الرجل فيه حتى السابعة مساء وكان آخر من غادر الجماعة “وسد الباب موراه”..

الأزمي ورغم التزاماته الكثيرة لا يمكن أن ترسل له رسالة على الواتساب أو SMS ولا يجيبك بل ويمشي يبحث في القوانين والمصادر باش يرد عليك بالأمور مضبوطة.. ومايمكنش تقول له كاين واحدالناس عندهم شي مشكل وباغين يتلاقاو بك ويقول لا، بل أنه يوافق حتى دون أن يعرفهم..

ذات مرة استقبل في مكتبه ممثلين عن فصيل مشجع للمغرب الفاسي بعد وقفة احتجاجية قاموا بها ضده، وأردت أن آخذ صورة للقاء، فتفاجأت أن طلب مني العدول عن ذلك قائلا “غير خلي هاد اللقاء بلا تصاور باش ميقولك حد كنستغل الجمهور” وأضاف لهم “أنا أقدّر أن الرياضة والسياسة بينهما برزخ لا يبغيان”..

الأزمي من النوع لي يقولك: كاع لا تكتب عليا، وكاع لا دافع عليا.. خلي خدمتي تدافع عليا (وهناك حالات عديدة في هذا الباب)

الأزمي ومما لا يعلمه كثير من الناس هو أول من اقترح شهر مارس إقرار دعم مؤقت لفائدة المتضررين من الجائحة بقيمة 2000 درهم خلال اجتماع لجنة المالية، والذي رُفع في مذكرة إلى لجنة اليقظة وتم اعتماده

أما فضله على مدينة فاس من جميع النواحي (حكامة التدبير، حل الملفات العالقة، تحفيز الاستثمار، السياحة…) فهذا سيعرف الناس تفاصيله لما يحين وقته..

هذه فقط عينة وإلا فهناك الكثير ما يقال، وكما قلت للأسف أن انحدرنا لهذا المستوى أن نناقش الأمور الشخصية والإنسانية والتعويضات القانونية للناس، عوض أدائهم وحرصهم على المال العام.