شارك فضيلة الدكتور عزيز الكبيطي الإدريسي الحسني رئيس المركز الأكاديمي الدولي للدراسات الصوفية والجمالية بفعالية في أشغال المؤتمر العالمي حول: “الإمام الغزالي ودوره في الإصلاح والنهوض الحضاري” الذي تحتضن فعالياته هذه الأيام العاصمة الإندونيسية جاكرطا بمحاضرة قيمة لاقت استحسان جميع الحاضرين من مختلف الدول العربية والإسلامية، حيث تعرض الدكتور الإدريسي الكبيطي إلى تأثير الشيخ أبي حامد الغزالي في الغرب الإسلامي وإفريقيا سواء على المستوى الديني أو الفكري أو العقدي، مبرزا أهمية هذا التأثير خلال انطلاقا فتوى الجهاد في الأندلس إبان الدولة المرابطية إلى إحراق كتابه الإحياء، وما دار حول ذلك من نقاش ديني وفكري سيستمر بعد قيام الدولة الموحدية. ليختم بأهمية الرجوع إلى فكر الغزالي اليوم للحصول على الأمن الروحي والمادي.
وكان فضيلة الشيخ المحاضر قد بدأ مداخلته بالاشارة الى العناصر المشتركة بين المغرب واندونيسيا كمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وآل البيت والاولياء، وأشار أن المغرب يعتبر نموذجا يحتذى في المنطقة العربية بفعل اعتماده على ثلاثية الفقه المالكي والعقيدة الاشعرية والطريقة الصوفية، وهي شبيهة بمنهج اندونيسيا مما يجعلهما كطائر قادر على التحليق بالأمة الاسلامية إن هما تعاونا في مختلف مجالات، كم أوصى ختاما بضرورة اعتماد التصوف كوسيلة لاصلاح النفس والمحتمع ومن ثمة العالم المجاور، و أيضا بضرورة المواءمة بين الشريعة والحقيقة لتحقيق التوازن المنشود في المسلم المعتدل، وكذا بتشجيع علمية التصوف لاستخراج مناهج الصالحين في التزكية وتربية النفس لإصلاح الشباب.