بقلم: سمية بوقص
مدينة نبتت على هامش المملكة فلم تُزهر !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاهلة مدينة لا يعرفها معظم سكان المغرب، حتى إن بعضهم لا يعرف كيف ينطقها لسانه، تماما كما هو حال بعض المدن الأخرى، لكن مرات قليلة جدا كان يحالفها الحظ ليذكر اسمها بشكل موجز في نشرة إخبارية ما، في إحدى هذه المرات كان السبب إحدى برعماتها عبير عزيم كاتبتنا التهلاوية الصغيرة، عندما قدمت لنا أولى قصصها القصيرة “درع الوطن”.
مقدمة أخبار القناة الثانية و هي تتحدث عن مدينتنا الصغيرة تاهلة واصفة إياها في ٱخر الكلام ” مدينة تنام على خد الطريق” التقطت أذني هذه الجملة و ظلت عالقة على أطراف ذاكرتي.
لا أعلم ان كانت فعلا نائمة على خد الطريق أم على كفه، كل ما أعلمه أنها لا تزال نائمة، و لا أرى أنها ترقى إلى مستوى المدينة كما يأتي على لسان البعض، و كما يأتي على لسانهم أيضا “تاهلة ولاَّفَة” إلا أنني لا أشعر أبدا أنني أنتمي لها، ربما لأنني لا أحب أجواء المدينة و ربما لأنني عشت أولى سنوات طفولتي و التي كانت ستجعلني أقول أنها “ولاَّفَة” بجبال تربطها بتاهلة طرق شبه معبدة.
-مدينتنا- لا تفاجئني شوارعها الصغيرة و المحفرة، لا تفاجئني محطتها الطرقية العشوائية، ولا يفاجئني أنها لا تحتوي على سكة حديدية، لا يفجائني أنها لا تحتوي سوى على إعداديتين و ثانوية واحدة فقط، ولا يفاجئني أنها لا تحتوي على حديقة، بالرغم من وجود تلك الحديقة الصغيرة التي تم بناؤها مؤخرا و التي لم نستفد منها رغم انتهاء الأشغال بها، ربما سيتحقق ذلك بعد الثامن من شتنبر، لكن هل تلك هي الحديقة التي كان ينتظرها التهلاويون؟! كما هو الحال أيضا بالنسبة لملاعب القرب.. قد لا أتفاجأ من وجود كل هذا فتاهلة ابنة المغرب التي لم تأخد حقها في الميراث، كما لم تنعم بحب أبنائها -الذين يسيرون شؤونها- الٱن، و لكنه يستفزني، و يحزنني جدا حالها.
فتاهلة تشبه تلك المرأة التي لا تملك من الحظ إلا ذيله تتشبت به منذ زمن طويل لعلها بعد موجة الإنتخابات هذه تأخد نصيبها منه، تاهلة الٱن سعيدة بشبابها المنتخب كسعادة عجوز بأحفادها، عجوز فقدت أمل التغيير في أبنائها و تنتظره من أحفادها.
تاهلة الٱن لا يروقها كل هذا الزيف الذي يكتسي شوارعها وكل هذا النفاق و كل هذا الفساد، ولا يروقها صراع الجيلين الذي تعيشه في هذه اللحظات كل ما ترجوه منكم و كل ما تريده هو تغيير إلى الأفضل، من أجلها و من أجلكم و من أجلنا.
منقول من الصديقة سمية بوقص
عن صفحة: تاهلة الحرة