محسن الأكرمين..
ألقت جائحة (كوفيد 19) على التوالي وللسنة الثالثة بظلال إلغاء موسم الشيخ الكامل الكبير بمكناس والموازي لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف. مشاهد جامدة من عدم تواجد جذبة الفرق العيساوية، وتجمع الطوائف في الفضاء الأمامي للضريح، وقد تبدو بالمعاينة الجلية الوضوح فراغ باحة الضريح الأمامية من كل مريدي الدقة العيساوية.
حيث غابت هذه السنة (الثالثة) تلك الحركة المزدحمة عند مداخل الشوارع المؤدية (ساحة الهديم/ السكاكين/ باب الملاح/ باب الجديد…) إلى مدفن شيخ الطريقة العيساوية. وبدا الاستقطاب القديم البشري غائرا بالمقارنة مع ما كانت تشهده مكناس أيام ذكرى المولد النبوي الشريف السالفة (الميلود يلاقيني بحباي).
وبالموازاة مع ذلك تغيب الحركة التجارية المرتبطة أساسا بأيام الموسم، والاقتصاد التضمني، وأضحت المدينة العتيقة لمكناس تستأنف حركتها التجارية العادية، بلا مستملحات من الطوائف العيساوي، وبلا حج جماعي استهلاكي نحو الضريح.
ومن بين تلك المشاهد التي كانت تشد الناظرين والحضور تنوع الطوائف العيساوية التي تحج إلى مدينة مكناس لإحياء ليالي الشيخ الكامل بمتم الأسبوع، والانتقال إلى المولى إدريس الكبير. حيث أصبح إغلاق باب الضريح الكبير موصدا بأقفال أمام الزوار والمريدين الوافدين من المدن المغربية المتنوعة. وأغلق باب (الزاوية) العيساوية التزاما بمقررات السلطات الترابية بمكناس، وبالاحترام التام لكل الإجراءات الاحترازية التي ينص عليها البروتوكول الصحي للجنة العلمية والوبائية الاستشارية الإقليمية.
وفي دردشة قصيرة مع بعض حفدة الشيخ الكامل، أكدوا التزامهم التام بتوقيف كل أنشطة الكبرى الموازية لذكرى المولد النبوي لهذه السنة (الخميس 12 ربيع الأول 1443 هجرية الموافق ل 19 أكتوبر 2021). أكدوا على أن أدعية وصلوات سترفع بباحة الولي الصالح الشيخ الكامل، وباحترام تام للتباعد الجسدي، وحضور محدود العدد جدا، ومسافة الأمان وارتداء الكمامات الواقية، وكذا الالتزام بجميع الاحتياطات الوقائية اللازم إتباعها.