بطولية شباب بني امحمد في إخماد نيران حريق.
متابعة محسن الأكرمين.
أبان شباب حي بني امحمد عن رجولة قلّ مثيلها في ظرف استثنائي وبدون توجيه من أي أحد. أبانوا عن تطوع غير مشروط وذاتي، وفي انخراط حماسي تام للحد من النيران التي أتت على محل لبيع الأفرشة والأثاث المنزلي. احتراق المتجر وأجزاء من المنازل المجاورة لم تخلف والحمد لله ضحايا بشرية غير خسائر مادية بينة.
هو انخراط شبابي يمثل نوعا من المواطنة الخلوقة، والتفاعية مع أحداث الحي، وروحا من تطبيق فصول الدستور في شق التضامن في أرقى مساراته “التضحية لأجل الحياة”. نعم، كانت بحق ردة فعل عفوية آتية من شباب يؤمنون بالتكامل داخل حي بني امحمد. هي المواطنة التي يبحث الكل عن توطينها داخل المجتمع الجديد رغم تلك التحولات الأنانية وغير السوية. هي قمة من قيم المواطنة حين انخرط الشباب بدافعية وحافزية الغيرة وتفعيل التدخل الاستعجالي قبل وصول رجال الوقاية المدنية وتركيب آليات الإطفاء. هي مواطنة تخلت عن أخذ صورة مع النيران المشتعلة ومع ضحايا الاختناق. تخلت عن مبدأ (القيل والقال) وتوجيه اللوم اتجاه الدولة بالتعويم. هي مواطنة من حي أصيل وشباب فضل المخاطرة بحياته على تفعيل (اللايف) في المواقع الاجتماعية.
لنعد إلى تدبير المخاطر المستعجلة (الزلازل /الفيضانات/ الحرائق…) وهو التكوين المغيب من قبل جمعيات المجتمع المدني، ولما حتى من قبل مصالح الوقاية المدنية والصحية بمكناس، وكذا المغيب حتى داخل المقررات الدراسية. لنعد إلى مركز الوقاية المدنية وذاك البعد النائي (طريق ويسلان) عن موضع النيران (بني امحمد) والتي أتت على المتجر وأجزاء بينة من المنازل المجاورة، و لولا ألطاف الله، وتدخل أيدي شبابية لإنقاذ ما يجب إنقاذه لكانت الكارثة أسوأ بكثير.
قبل أية ملاحظة، نقدم تحية فضلى لرجال الأمن الوطني في حفاظهم على التدابير الاحترازية المؤمنة لعمليات إخماد النار والإنقاذ والإسعاف الأولي. نقدم تحية تقدير لمجهود رجال الوقاية المدنية بمكناس على كل تدخلاتهم الاحترافية في إخماد الحرائق المتتالية بمكناس (سوق المتلاشيات/ القريب من المارشي الصغير)، دكان (الملوي والحرشة) بقرب مقهى ابن خلدون. لكـــن، فمن الأحداث والمواقف قد نتعلم قيمة الوقت في عمليات الإنقاذ والتدخل السريع. من التخطيط التنموي للمدينة أن تكون مطالب الساكنة عادلة في خلق مواقع مستديمة للوقاية المدنية بمكناس توزع بالعدل على الزوايا الأربع للمدينة. من المطالب الأساسية سنّ زيارات تفقدية لكل الأنشطة التي قد تشكل خطرا على من يجاور تواجدها، زيارات يجب أن تكون منظمة ومنتظمة وقانونية تستشعر الخطر قبل حدوثه، زيارات مشتركة ومؤسساتية بين رجال السلطات الترابية والوقاية المدنية والأمن الوطني، والصحة، وأطر جماعة مكناس في حفظ الصحة.
ليكن، تدخل شباب بني امحمد رمزا بطوليا في سمو المواطنة الحقة، ويستحق التقدير والتنويه الإعلامي المحلي والجهوي ، ولما حتى الوطني غير المتواجد بمكناس. ليكن، تدخل شباب بني امحمد رمزا يمثل الرجولة وتكتل ساكنة الأحياء الشعبية بالتآخي في السراء والضراء. ليكن، تدخل شباب حي بني امحمد قيمة نوعية متميزة بالحفاظ على الأملاك والممتلكات الخاصة بلا نهب ولا سرقة، يمثل حقا عبرة تاريخية بمكناس، ويمكن أن يكون نموذجا جديا وعملا بطوليا ورجوليا، ولما لا التسويق له كأخلاق مواطنة مندمجة مع قضايا المدينة.
لنحمد الله بالحمد، حين كانت الخسائر مادية غير بشرية، لكن لا بد من مطالب إنشاء مواقع جديدة ودائمة للوقاية المدنية بمكناس (المحطة الطرقية سيدي سعيد/ قرب الحي الصناعي سيدي بوزكري…)، لا بد من تفقد مدى كفاءة وفعالية فوهات الحريق (Bouches Incendie/ Poteaux Incendie) فغالبية تلك إما غير صالحة أو تم طمسها معالمها في عمليات احتلال الملك العام غير القانوني أو تعرضت للتخريب. لا بد من إحداث فوهات حريق جديدة لضمان تدخلات ناجعة، لا بد من وضع خطط وقائية وتحييد كل ما يمكن أن يشكل خطرا غير متوقع بتطبيق القانون.