في إطار التعريف بأعلام قصبة هدراش وتحت شعار:((اعتراف..وفاء.. لأهل الفضل و النبل والأخلاق)).
متابعة محسن الأكرمين/ مكناس
لم يكن ذاك الحفل الذي حضرته داخل فضاء بيت تقليدي بقصبة هدراش بمكناس (27/06/2020) حفلا باذخا ولا حفل تنمق وإسراف، بل كان حفل قلب القصبة الاجتماعي وناس أوفياء لحيهم. كان حفل الكلمة الطيبة والوفاء للفن ولرجالات حي القصبة بالتنوع والبصمة الثقافية الرزينة، كان حفل (اعتراف… وفاء…لأهل الفضل والنبل والأخلاق) من حي القصبة.
حقيقة كنت سمعت الكثير عن الفنان السيد العربي بطجين من صديق لي بحي القصبة، سمعت عن كمانه التي تطرب القريب كما البعيد، وممكن أن تبكيك وتفرحك مرات عديدة وبنفس العازف. اليوم جالست الرجل في طيبته و أصالته والتي تنهل من أصالة الحي العريق، جالست الرجل ابن دروب الحي وشيم القصبة وأخلاقها الفاضلة، كان كلامه سهلا ممتنعا، كان حديثه عن كفاح المعرفة وتحقيق الذات الفنية رائعا ويحمل حكما من تاريخ الفن المكناسي الأصيل، كان حديثه يستحضر ميثاق أخلاق العلاقات الاجتماعية بقصبة هدراش العريقة، يستحضر تلك المظاهر الاجتماعية والأخلاقية التي يحفل بها مجتمع القصبة بمكناس.
العربي بطجين ابن حي القصبة شق طريقه الفنية بعزيمة وتحفيز ذاتي، وصناع الفرجة الفنية بحي القصبة. شق طريقه حين حضرت الموهبة بين أنامله كحرفة تتقن العزف على الكمان، شق طريقه حين تشرب حرفة نوتة العزف من فناني القصبة، والتي تحفل كثيرا بتنوع الفرق الفنية من التقليدية إلى فرق الحداثة وجيل (بوب مارلي).
يحكي الفنان العربي بطجين “أن طريق الفن سابقا لم يكن مفروشا بالورود وأيدي التصفيق، لم يكن سالكا من حيث ضمان رفاهية الحياة، لكنه يقول كان الفن رافعة أساسية لتهذيب الذوق وتوثيق العلاقات الاجتماعية داخل القصبة”.
ليلة ليس كليالي الترف الفني ومهرجانات البهرجة، هي ليلة حملت نوستالجيا حي وحنين لذاكرة الماضي، حملت تلاقح الأجيال على معرفة التراث اللامادي والمادي التي تحفل به قصبة هدراش…فألف شكر مني على الدعوة الكريمة، والتي عشت من خلالها لحظات من ذكريات تتشابه مع طفولة حي الزيتون.
كلمة من الفنان المكناسي أمير علي في حق العربي بطجين.