باب الكيسة، أو باب عجيسة كما كان يُعرف في التسمية الأصلية، هو جوهرة تاريخية تعزف عناوين الفخر والجمال في مدينة فاس العتيقة بالمغرب، يعد هذا الجامع من أبرز المآثر التي تحمل ذكريات عصور متعددة وتمثل توقيعاً فنياً للعمارة الإسلامية في المغرب.

تاريخ البناء والتجديد:
بُني مسجد باب الكيسة خلال العصر المريني، ويشتهر بتصميمه الجميل الذي يجمع بين البساطة والأناقة، تبرز على واجهته الشمالية منارة مربعة الشكل، ويحمل عمود صغير زاهر بتاج رخامي مزخرف باسم السلطان أبو الحسن المريني، الذي حكم المغرب خلال القرن الرابع عشر الميلادي.
تفاصيل فنية رائعة:
يزخر المسجد بتفاصيل فنية رائعة من الداخل والخارج، تتجلى هذه التفاصيل في هندسته المعمارية المميزة والتي تعكس جمال العمارة العربية الإسلامية، يبلغ إجمالي مساحة المسجد 1133 متراً مربعاً، ويتسع قاعة الصلاة لحوالي 660 مصلٍ.


الترميم والحفاظ على التراث:
على مر العصور، خضع مسجد باب الكيسة لأعمال ترميم وصيانة متعددة، تجدر الإشارة إلى أن الترميم الذي أجراه السلطان سيدي محمد بن عبد الله بن اسماعيل في القرن 18، وكذلك الترميم الذي قام به الأمير السعودي سلطان بن سلمان في القرن 21 بعد اكتشافه لجمال هذا المسجد الفريد.

باب الكيسة : حارس تاريخي وروحاني :
يعبر مسجد باب الكيسة عن ذاكرة وتاريخ فاس العتيقة، وهو شاهد على مرور العصور وتغير الزمن، يجذب السياح والمؤمنين على حد سواء لاستكشافه والاستمتاع بروحه الروحانية المميزة.
و يظل باب الكيسة ليس فقط مسجداً تاريخياً بل أيضاً رمزاً للثقافة والعمارة الإسلامية في المغرب، يدعو زواره للإستمتاع بجماله الفريد والإستمرار في نقل تاريخه وقصته الخالدة إلى الأجيال القادمة.
المصدر : فاس نيوز ميديا