تناولت جريدة “الشرق الأوسط” في مقال رأي للكاتب اللبناني نديم قطيش، خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لاعتلاء جلالته عرش أسلافه المنعمين. وأشارت الصحيفة إلى أن الخطاب يؤكد مرة أخرى دور فلسطين المهم في سياسة المغرب الخارجية وهويته العربية. وبالإضافة إلى ذلك، تم التركيز على القاعدة التي يرتكب المغرب إليها في العلاقات الدولية وتأكيده على المبادئ العادلة ومنطلقات السلام، وذلك بغية تحقيق التوازن بين المصالح الوطنية والمسؤوليات العربية والدولية في قضية فلسطين.
الجدية والتزام المغرب بالقضية الفلسطينية
جاء خطاب الملك محمد السادس ليؤكد الجدية والالتزام الدائم للمغرب بالقضية الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني. وتم تسليط الضوء على أهمية الربط بين المغرب والعالم من خلال التزامه بمبدأ العدالة الدولية والسعي لتحقيق السلام على أساس تعددية الثقافات والأديان وعدم التمييز العرقي. وتم التأكيد على أن موقف المغرب يعتمد على الثبات والدقة في حماية التحالفات الاستراتيجية والمواقف الدولية الحساسة، مما يسمح له بالحفاظ على سيادته على أقاليمه الجنوبية ومواجهة التحديات التي تواجهه في ملف الصحراء، بما في ذلك التطورات مع إسرائيل.
دور المغرب في المنطقة والعلاقات الجارية
يبرز الملك محمد السادس في خطابه الدور الدبلوماسي والسياسي للمغرب في المنطقة، حيث يعتمد المغرب على استخدام القوة الناعمة واستثمار التأثير الثقافي والشراكات الاقتصادية وحقوق الإنسان في تحقيق مكاسب استراتيجية. وقد تم التأكيد على التقارب المحتمل مع الجزائر على أساس احترام المعطيات التاريخية والجيوسياسية، ورفض التوتر والمواجهات والعمل على تحقيق الاستقرار والتفاعل الإقليمي.
التحديات الثلاثة للمغرب
أوضح الملك محمد السادس أن هناك ثلاث تحديات أساسية تواجه المغرب في الوقت الحالي. الأول هو سباق تطوير البنية التحتية، ويتعلق هذا بتعزيز القدرات البنية التحتية في البلاد لدعم التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين. الثاني هو تنمية المواهب واستثمارها في الموارد البشرية، مما يعزز الابتكار والإبداع في جميع المجالات. أما التحدي الثالث فهو اعتماد التقدم التكنولوجي كمذهب رئيسي للتطوير والنهوض بالمغرب في المنافسة العالمية.
خلاصة
يعكس خطاب الملك محمد السادس فهمًا دقيقًا للتحديات التي يواجهها المغرب في الوقت الحالي ويؤكد التزامه الدائم بقضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني. كما يؤكد الملك على أهمية التنمية المستدامة وتحقيق التوازن بين المصالح الوطنية والدولية والمسؤوليات العربية. ومن خلال الجدية والثبات في سياسته الدولية، يمكن للمغرب أن يحقق الاستقرار والتقدم في المنطقة وأن يكون نموذجًا للنجاح والتطور.
عن موقع: فاس نيوز