محسن الأكرمين.
قد يبقي الحديث فضفاضا ونحن نتكلم عن تلك المنجزات ولو بالقلة القليلة (17 ورشا مكتملا) من تحقيق حلم مدينة، وتثمين تراثها العمراني باستيفاء ما تقرر(54 موقعا تاريخيا) أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بالتأهيل والإتمام. قد نقفز بَعْد عدة مخفضات السرعة في أوراش ترميم وصيانة التـراث المعماري التاريخي لمدينة مكناس، ونستفسر عن أسباب تأخر المنجزات بنسب تفوق الثلاث أرباع (مقارنة مع مدن الجوار/ فاس)، عندها قد تبدو الحسابات (الزمانية) غير دقيقة بمكناس، ونبيت نبرر ارتباطها بالاكراهات الداخلية والخارجية للمقاولات (مخاطر غير متوقعة)، ونبحث عن المسوغات اللينة والطوعية.
قد نقول أن من بين (54) موقعا مقررا لم تعلن وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس بمكتب مكناس إلا عن استيفاء العمل ب (17) ورشا، منها (7) سقايات ومجموع أبراج. فيما المواقع الكبرى (باب منصور/ قصر المنصور/ صهريج سواني/ باب بردعين/ باب الخميس…) فلا زال العمل مستمرا فيهم، أو توقف في بعضهم، لعدة أسباب غير متوقعة وغير محسوبة بالاستمرارية، ولم تعلن الوكالة ولو في بلاغ إخباري للساكنة الأسباب والمسببات.
ما يقارب (30%) من المنجزات التامة، إذا ما اعتبرنا احتساب (السقايات كمنجزات) كبرى !! والمدينة تقترب من سنة (2023) ولازال (03) مواقع من (54) لم يشرع لحد الآن من بداية العمل فيها. وحتى لا نخفي الوضعية الحقيقية، فلا بد من المطالبة ببداية السرعة النهائية والسريعة، وتحريك الإكراهات بالتصويب والضبط عبر اللجنة الإقليمية. لابد من مضاعفة الجهد بالمواكبة والدعم، وتحييد المشاكل المرتبطة بتوقف استمرارية العمل. لابد من استيفاء البرنامج الأول بتمامه (الجودة والملمح المعماري المليح) والتطلع نحو حلم برامج أخرى تكميلية.
اليوم نتحدث عن باب الجديد، وكذا الباب المحاذي لقصر المنصور باتجاه (قبيبة السروج وباب كبيش)، تلك الأبواب الشبه المغلقة، وخاصة باب الجديد باعتباره نقطة مرور أساسية تربط أجزاء كبرى من المدينة العتيقة وحواريها. باب الجديد توقفت فيه الأشغال بمحور باب بردعين. باب الجديد بات نفقا يربط الضفتين !! لا هو مفتوح !!ولا مغلق بالتمام !! حين تسأن الحرفيين وأهل المدينة العتيقة عنه، يبينون بالتفصيل مجموعة من الاكراهات التي باتوا يلاقونها جراء تلك الوضعية غير السوية لباب الجديد (الشبه المغلق)، حيث بات الجميع يخافون عند معبره الضيق على أنفسهم وأرزاقهم حتى في النهار، فما بَالُنَا في الليل وقلة الإضاءة، والمنعدمة في جواره المحاذي.
بات باب الجديد سدا منيعا لسلع التجار الوافدة، وتنقل البضائع الخارجة منه بكل أريحية، حتى أن المورد التجاري لمجموعة من المهن كسد، وبات الإقفال سيد القرار الدائم. وحتى الوقاية المدنية لم يعد لها متسع مرور في ذاك السرداب المظلم. اليوم، تنادي الساكنة والمهنيين والتجار بفك العزلة عنهم، إما بفتح الباب كليا أو التسريع بعمليات التثمين والتأهيل. اليوم باتت الساكنة تتساءل متى ينتهي العمل بباب الجديد، وبالباب المؤدي (لقيبة السروج باتجاه باب كبيش)؟ متى سيتم عودة الأشغال إلى باب بردعيين؟ متى تحتفي المدينة بجاذبية التأهيل والترميم؟
قد يكون لباب الجديد تاريخ اجتماعي قبل ذاك التاريخ المعماري، قد يكون له تاريخ سياحي وروحي (موسم الشيخ الكامل) باعتباره ممرا أساسيا. قد يكون له الدور التجاري من خلال أن كل المنتوجات الفلاحية والتجارية والصناعية (التقليدية) تمر منه باتجاه مجموعة أحياء المدينة، لكن لا بد من تجاوز تلك الاكراهات غير المعلن عليها (توقف الأشغال) حتى يتم ترميم باب الجديد بالسرعة على اعتباره من الموروث العمراني والحضاري، مع روح المحافظة على النسيج التجاري والمهني الذي يحيط به، وضمان استمرارية أداء وظائفه الاقتصادية والاجتماعية.
عن موقع: فاس نيوز