أصدر الاتحاد المغربي للشغل المكتب الإقليمي بتازة، بتاريخ 17 شتنبر 2021، بياناً في موضوع انهيار الخدمات الصحية بالمركز الإستشفائي الإقليمي ابن باجة أصبح أمرا واقعا.
إليكم نص البيان كما توصلت به الجريدة:
لا يكاد يختلف اثنان بإقليم تازة على أن الوضع بالمركز الاستشفائي الإقليمي ابن باجة بتازة جد كارثي نتيجة التسيير العشوائي والارتجالي الذي يعرفه هذا المرفق الحيوي بالإقليم مكرسا جميع الظواهر السلبية من غياب للتجهيزات والمعدات البيوطبية الأساسية ونقص كبير في الأدوية وتأخر مواعيد الفحوصات والتدخلات الجراحية، أضف إلى ذلك تفاقم الخصاص في الموارد البشرية حيث ورغم ارتفاع الطلب على الخدمات الصحية عرف المستشفى تناقصا كبيرا في الأطر الصحية نتيجة التنقيلات غير القانونية التي قام بها المدير وكذلك نتيجة العلاقة المتشنجة لهذا الأخير مع الأطر الصحية وغياب ظروف الممارسة القويمة والتي دفعت بالكثير من الأطر الصحية بهذا المستشفى في الفترة الأخيرة إلى تقديم استقالتهم أو الانتقال خارج الإقليم، يضاف لكل هذا انتشار خطير لظواهر السمسرة والرشوة من طرف أشخاص دخلاء على قطاع الصحة تحت أنظار ومسمع المدير الذي يتغاضى عن تصرفاتهم رغم شكاياتنا وشكايات المواطنين الكثيرة ما يطرح عدة استفهامات حول علاقة المدير بهم، ومن منحهم صلاحيات تفوق تلك المخولة للأطر الصحية!!!؟
إننا في المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة بتازة نؤكد على أن جل مصالح المركز الاستشفائي الإقليمي ابن باجة تعيش ظروفا جد جد مزرية تهدد حياة مرتاديها حيث:
- مصالح العناية بمرضى كوفيد 19: فوضى وتسيب كبير تعرفه هذه المصالح نتيجة عدم توفير ظروف الاستشفاء مسبقا من أدوية وأكسجين وآلات التنفس والآلات البيوطبية رغم أنه كان هناك الوقت والمال الكافي للاستعداد، حيث مع ارتفاع عدد المرضى سجل نقص وتقطع امدادات الأوكسجين، غياب أسرة الإنعاش، غياب استراتيجية للتعامل مع ارتفاع عدد الإصابات، نقص الموارد البشرية، نقص كبير في وسائل الوقاية، نقص كبير في الأدوية ما يؤدي لعدم احترام البروتوكول العلاجي، رداءة الوجبات الغذائية، غياب الماء الصالح للشرب، غياب المتابعة الطبية،…. وفي ذروة الأزمة سجل غياب المدير ومساعده بسبب مبررات متعددة لأنهما أكثر شخصين كانا يعلمان أن الكارثة ستقع ففرا من تحمل المسؤولية.
- مصلحة المستعجلات: نقص خطير في الموارد البشرية يتم التغطية عليه باستقدام الطلبة المتدربين أطباء وممرضين وتكليفهم بمهام خطيرة تفوق قدراتهم وتكوينهم في استهتار تام بحياة المرضى.، كما أن غياب الأطر الصحية المؤهلة يخلق اكتظاظا كبيرا بهذه المصلحة بسبب عدم الخبرة في التعامل مع الحالات المستعجلة وبطئ اجراءات التكفل، بالإضافة لغياب مسلك خاص بحالات كوڤيد 19 مما أدى لاختلاط مباشر بين مرضى كوفيد وباقي المرضى حيث تشهد قاعات المراقبة تواجد أعداد كبيرة من حالات كوفيد جنبا إلى جنب مع باقي المرضى دون أي إجراءات عزل وهو ما جعل من مصلحة المستعجلات بؤرة لنشر الفيروس.
- مصلحة الطب النفسي: التي تم تحويلها لمجرد محجز بلدي لاحتجاز المرضى في ظروف كارثية نتيجة الاكتظاظ الكبير وغياب ظروف الاستشفاء والتطبيب الملائمة، بل أن نزلاءها لا يجدون حتى الطعام الكافي رغم أن هذه المصلحة بذرت عليها أموال طائلة من أجل إصلاحها دون أن يحدث هذا الإصلاح تحسن على مستوى بنية الاستقبال.
- مصلحة بنك الدم: تعاني هذه المصلحة من حالة شبه إفلاس بسبب تملص الإدارة من مسؤوليتها في توفير الاحتياجات الضرورية لهذه المصلحة والضغط على المركز الجهوي لتحاقن الدم بفاس لتزويد بنك الدم باحتياجاته من مشتقات الدم بعد علاجها، بل أن اجتهادات الإدارة في التملص من مسؤولياتها جعلها تتبرأ من هذه المصلحة بصفة مطلقة ضدا على القوانين المنظمة، محولة هذه المصلحة إلى مجرد ملحقة تابعة للمركز الجهوي لتحاقن الدم بفاس تزوده بدم المتبرعين التازيين لتغطية احتياجات مستشفيات ومصحات فاس في حين يبقى مرضى تازة مكدسين بمختلف مصالح المستشفى ينتظرون قطرة دم لأيام قد تأتي أو لا تأتي.
- مصلحة تصفية الدم: كارثة بكل المقاييس تلك التي يعيشها مرضى هذه المصلحة بسبب الاكتظاظ وغياب التنظيم وسوء التسيير، ويكفي أن نعلم أنه يوميا تقام حصص تصفية لمرضى مصابين بكوفيد جنبا إلى جنب مع المرضى العاديين دون أي عزل رغم أن هؤلاء المرضى حالاتهم جد هشة ومعرضين لمضاعفات كوفيد خطيرة، أضف إلى ذلك غياب صيانة أجهزة التصفية والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وما يشكله من خطر على حياة المرضى، وطرد تقني الصيانة الوحيد بهذه المصلحة.
- المركب الجراحي: لازال إجراء العمليات الجراحية المبرمجة متوقفا بصفة كلية منذ بدء ارتفاع عدد حالات الإصابة بكوفيد لأكثر من شهر وتقتصر التدخلات الجراحية فقط على الحالات المستعجلة، كما أنه وقبل بداية ارتفاع اصابات كوفيد كان المركب الجراحي متوقفا لفترة تقارب الشهرين بسبب تعطل أجهزة التنفس الاصطناعي والتي تم استبدالها بأجهزة مستعملة مشكوك في كفاءتها، كما أن جهاز التعقيم الرئيسي الخاص بمستلزمات الجراحة معطل منذ فترة. ويشار إلا أن هناك عمليات جراحية مبرمجة لمرضى ينتظرون دورهم لمدة تزيد عن السنة دون أن تكترث لحالهم الإدارة الفاسدة باستئناف اجراء العمليات المبرمجة.
الاتحاد المغربي للشغل
الجامعة الوطنية للصحة
المكتب الاقليمي ـ تازة
تازة 17 شتنبر 2021
- مركز تشخيص الأمراض: توقف كلي للفحوصات والاستشارات الطبية المتخصصة حيث يبدو أن الإدارة الذكية وجدت حلا سحريا لمشكل طول مواعيد الفحوصات والتدخلات الجراحية بإيقاف هاته الخدمات كليا بداعي انتشار فيروس كوفيد، في حين تستمر فيه كافة مستشفيات المملكة بتأمين كافة خدماتها المعتادة بصفة عادية إلى جانب التكفل بحالات كوفيد، إلا مستشفى ابن باجة الذي يشكل استثناءا في كل ما هو سلبي.
- مصلحة الولادة: تفاقم العجز في عدد الأطر الصحية حيث فقدت المصلحة طبيبة وطبيب اختصاصيين في طب النساء والتوليد، إضافة لتزايد الضغط على هذه المصلحة وغياب التحفيز والعمل اللائقة، إضافة إلى غياب مسلك خاص بالنساء المرضى كوفيد وغياب ظروف العزل ما عرض الكثير من الأطر الصحية والنساء الحوامل للعدوى.
- مصلحة المختبر: نقص خطير في الموارد البشرية يهدد استمرارية تقديم خدمات هذا المرفق الحيوي الذي يعرف ضغطا كبيرا على خدماته لا يوازي عدد الأطر الصحية المشتغلة به.
- مصلحة الطب: منذ بداية ارتفاع عدد حالات الإصابة بكوفيد 19 تم تجميع جميع المرضى في مصلحة واحدة تفتقد لأبسط مقومات بنيات الاستشفاء وسط الاكتظاظ والإهمال حيث كدس مرضى يعانون من أمراض معدية بما فيهم مرضى كوفيد والسل وأمراض الصدر و مع مرضى يعانون من أمراض مناعية أو وضعيتهم المناعية جد هشة دون اجراءات عزل،
- مصلحة الأشعة: تعطل مزمن للأجهزة حيث يتواجد حاليا جهاز واحد للأشعة في الخدمة لكل ساكنة إقليم تازة بحواضرها وقراها يشتغل 24/24 ساعة، مع وجود نقص كبير في الموارد البشرية تسعى الإدارة إلى تكريسه أكثر بمحاولة اجراء تنقيلات غير قانونية، هذا بالإضافة إلى طول مواعيد إجراء فحوصات السكانير والفحص بالصدى.
- المركب الجراحي الاستعجالي والمركب الجراحي الخاص بالولادة: يعانيان من نقص خطير في المعدات والأدوية اللازمة لإجراء العمليات الجراحية حيث ورغم مراسلات الأطر الصحية الكثيرة للإدارة من أجل توفير الظروف الملائمة لا تحرك هذه الأخيرة ساكنا.
- مصلحة صيانة الآلات البيوطبية: فرغم توفر المستشفى على موظفين تقنيين مختصين في صيانة الآلات البيوطبية ترفض الإدارة مدهم بمعدات الاشتغال وتجهيز ورشة لهم للقيام بعملهم بل إنهم لا يملكون حتى مكتب، وهو ما يثير الريبة والشك حول ماذا تستفيد الإدارة من تكرار تعطل الآلات البيوطبية وعقد اتفاقيات بملايين السنتيمات مع شركات الصيانة؟؟؟؟
- مصلحة الترويض: توقف تقديم مجموعة من الخدمات الصحية نتيجة تقصير الإدارة في القيام بعملها عبر توفير ظروف ومستلزمات الاشتغال، حيث ورغم توفر المصلحة على أخصائيي تقويم النطق منذ 12 سنة لا زالت الإدارة توجه المرضى الذين يحتاجون لحصص تقويم النطق للقطاع الخاص رغم حالاتهم الاجتماعية الضعيفة. ونفس الشيء ينطبق على تركيب الأعضاء الاصطناعية البديلة حيث تفتقد الأطر الصحية المختصة المعينة بالمستشفى للمعدات اللازمة للقيام بعملها وهو ما سيلفي المرضى المعوزين من تكاليف باهظة بالقطاع الخاص.
- مصلحة الإنعاش: رغم حداثة بناء وتجهيز هذه المصلحة إلا أنها غارقة في المشاكل بدءا من الخروقات التي شابت عملية بنائها حيث تتسرب إليها المياه مع كل تساقط للأمطار إلى صفقة أجهزة التنفس الاصطناعي الرديئة التي زودت بها المصلحة في غياب تتبع الإدارة ما يؤكد تواطئ الإدارة مع الشركة المزودة، أضف إلى ذلك النقص الحاد في الموارد البشرية ….
ونتيجة لهذا الوضع الكارثي بسبب سوء التسيير المالي والإداري الذي يعيشه المركز الاستشفائي الإقليمي ابن باجة بتازة عرف هذا الأخير في الآونة الأخيرة رقما قياسيا من الوفيات رغم أن الحالات المصرح بها على أنها وفيات خاصة بمرضى كوفيد تبقى ضعيفة بالمقارنة مع العدد الإجمالي الضخم للوفيات. وعوض البحث والتحري عن أسباب هذا الارتفاع المهول للوفيات بالمستشفى وفعل ما يمكن فعله لتفادي استمرار فقدان أرواح أخرى نجد الإدارة تسابق الزمن للبحث عن تمويلات وصرفها في صفقات تجميلية لا تغير من الواقع المرير شيئا في محاولة لتغطية الشمس بالغربال كما يقولون أو محاولة لربح المزيد من الأموال قبل المغادرة.
الاتحاد المغربي للشغل
الجامعة الوطنية للصحة
المكتب الاقليمي ـ تازة
تازة 17 شتنبر 2021
إننا أمام هذا الوضع البئيس للمركز الاستشفائي الإقليمي ابن باجة بتازة والذي يتجرع مرارته كل من يقصد هذا المستشفى نعلن:
- مطالبتنا بإجراء تحقيق شفاف ونزيه في الخروقات التي تعرفها عملية تسيير المركز الاستشفائي الإقليمي ابن باجة بتازة وبافتحاص شامل لكافة الصفقات التي أبرمت في عهد الإدارة الحالية.
- مطالبتنا بإجراء تحقيق نزيه حول أسباب ارتفاع عدد الوفيات بهذا المركز الاستشفائي خلال الفترة الأخيرة، بالإضافة لفتح تحقيق في الخروقات التي عرفتها ولا زالت تعرفها مصالح العناية بمرضى كوفيد 19.
- محاسبة وإقالة مدير المركز الاستشفائي الإقليمي ابن باجة بتازة نتيجة فشله الذريع في تسيير هذه المؤسسة.
- تنظيم وقفة احتجاجية يوم الخميس 30 شتنبر 2021 ابتداءا من الساعة الحادية عشر صباحا بالمركز الاستشفائي الإقليمي ابن باجة بتازة.
- تنظيم وقفة احتجاجية يوم الأربعاء 27 أكتوبر 2021 على الحادية عشر صباحا أمام مندوبية وزارة الصحة بتازة.
- تنظيم وقفة احتجاجية يوم الأربعاء 17 نونبر 2021 ابتداءا من الساعة الثالثة زوالا أمام مقر عمالة إقليم تازة.
- تنظيم وقفة احتجاجية يوم الأربعاء 22 دجنبر 2021 ابتداءا من الساعة الحادية عشر صباحا أمام مقر المديرية الجهوية للصحة بجهة فاس- مكناس.
- تحميل مسؤولية استمرار معاناة المرضى وما ستؤول إليه الأمور إلى كل من يدعم هذا المدير الفاشل ضدا على كل الأحداث والوقائع التي تؤكد فشله في تسيير المركز الاستشفائي الإقليمي ابن باجة بتازة.
وفي الأخير ندعو كافة الأطر الصحية والمواطنين بالإقليم إلى رص الصفوف والتكتل من أجل الدفاع عن حق المواطن في الصحة وحق الأطر الصحية في توفير ظروف العمل اللائقة.
ما لا يأتي بالنضال، حتما سيأتي بمزيد من النضال