كما سبقت الإشارة إلى ذلك في مقالات أمس، المتعلقة بتغطية جنازة الموظف بالسجن المحلي رأس الماء بفاس، المشمول برحمة الله “نورالدين السناني” الذي وافته المنية ببيته بحي فاس الجديد بفاس، فإن الجنازة عرفت مشاركة الكثير من أصدقاء الفقيد في العمل، من موظفي جهوية فاس مكناس وموظفي سجون فاس وعائلته وجيرانه وكل من يعرفه.
وما ميز هذا اليوم المشهود هو روح التضامن الكبير الذي جسده موظفو جهوية سجون فاس مكناس وموظفو سجون فاس من أصدقاء الفقيد في العمل، وكذا سكان حي مولاي عبد الله بفاس، حيث حج إلى بيت الفقيد معزيا مواسيا لعائلته واتبع جنازته كل من وصله الخبر، وهو تضامن جعل الجميع يستبشر خيرا بروح التضامن التي عبر عنها الموظفون أصدقاء الفقيد وفي مقدمتهم السيد المدير الجهوي لسجون فاس مكناس ذ. عزدين شفيق، الذي حضر إلى عين المكا، كما أفاد بذلك شهود عيان فور علمه بالخبر، كما جعلت كل الحاضرين يتذكر تاريخ الأحياء الشعبية الأصيلة بمدينة فاس، وما عرفت به من القيم المجتمعية والتربوية المثلى، وما كانت تعرفه من تراحم وتضامن وتآخي في الأفراح والأتراح، وهي قيم وظواهر أصبحت في حكم الغريب في أغلب الأحوال اليوم وللاسف.
وما ميز أيضا هذه المحطة التضامنية، أن صادفت جنازة امرأة من جيران الفقيد والتي شيعت أيضا في نفس التوقيت، مما جعل السكان يجتمعون على الجنازتين وكأنهما خرجا من بيت واحد، والأكثر من ذلك أنهما دفنا جنبا إلى جنب بمقبرة سيدي أبو بكر بن العربي رحمة الله ورحم الفقيدين وسائر المسلمين.