على ارتباط بما اصبح ظاهرة، يجزم الكل على خطورتها، و المتعلقة بحمل السلاح الأبيض، و تهديد امن وسلامة، ليس فقط المواطنين، بل و العناصر الأمنية كذلك، وبعد انتشار فيديو مستهل الأسبوع الحالي من “كريو” زواغة بفاس، حيث ترددت عناصر الشرطة في إطلاق الرصاص على أحد المجرمين الذي كان حاملا لسلاح أبيض و يهدد الجميع به، دخلت قناة “بي بي سي عربي” على خط أحداث الإجرام، واتخذت مدينة فاس وسلا كمثال (الفيديو المرفق أدناه) .
في ذات سياق ظاهرة الإجرام و تهديد سلامة الأشخاص باستعمال السلاح الأبيض، اضطرت عناصر الشرطة بفاس ليلة أمس السبت الى إطلاق عدة رصاصات، بعد التحذير، على مجرم روع حي بنسليمان، مما تسبب بوفاته بعد نقله الى المستعجلات، الأمر الذي لقي استحسانا لدى الساكنة التي طالبت بمنح صلاحيات أكثر، و حماية قانونية للعناصر الأمنية التي تضطر الى استعمال الرصاص الحي في مواجهة حاملي السلاح الأبيض.
فمن المسؤول عن تفشي ظاهرة حمل السلاح الأبيض؟ و الكريساج؟ هل هو الفقر كما يقول البعض؟ ان كان كذلك فلماذا لا نجد كل فقير سارقا ..
هل هو غياب الوعي و الجهل، بما ان الامية لا تعني الجهل بالأساس.. ام هي الأحكام القضائية …؟
موضوعيا، فالإجرام ظاهرة عالمية، لا تخلو منها دولة، بغض النظر عن مستوى مواطنيها المعرفي و الإقتصادي، غير أن أساليب مقاربتها من لدن القائمين بالأمر ، و التعاطي و التفاعل معها من لدن الضحايا و المواطنين تختلف من دولة الى دولة.
فلدينا في المغرب، نلمس بما لا يدع مجالا للشك ان العديد من المجرمين يعودون الى اقتراف ما سبق و سجنوا من أجله. أو ينالون عقوبات مخففة .. فما السبب؟
العديد من ضحايا الكريساج يكتفون بوضع شكاياتهم لدى المصالح الأمنية المختصة. و في أفضل الأحوال يتنقلون لأجل التعرف على هوية المشتبه فيهم و التأكيد على تورطهم فيما تعرضوا له، وينتهي الأمر بالنسبة إليهم، و هو ما يخدم مصلحة المشتبه فيهم ويقود الى إصدار أحكام مخففة.
يجب على كل من تعرض الى الإعتداء بواسطة السلاح الأبيض أن لا يقف فقط عند تسجيل شكايته، بل يجب ان يحضر جلسات محاكمة المشتبه فيه، و يشهد ضده في كامل أطوارها، ويذكر التفاصيل، ليمكن الجهاز القضائي من إصدار أقسى العقوبات. ثم لا يجب بأي وجه من الأوجه أن يقدم تنازلا عن شكايته أمام ضغط الأقارب او أسرة المشتبه فيه، فذلك ما يشجع على العودة الى الإجرام.
من جهة أخرى، وحسب بعض الآراء الواردة في تعليقات القراء، يجب اعادة النظر في نظام السجون بالمغرب. فهناك من اقترح ان يتم تشغيل السجناء، من ثبت في حقهم الإعتداء بالسلاح الأبيض، في الأعمال الشاقة بالمناطق النائية، أولا حتى يعلموا حق اليقين مقدار التعب الذي يقاسيه البسطاء لتوفير لقمة العيش ، و ثانيا حتى يكتسبوا مهارات حياتية ستفيدهم دون شك ان هم ارادوا التوبة بعد انقضاء مدة سجنهم.
يبقى الإجرام ظاهرة عالمية، و تحتاج مقاربات متعددة اقتصادية تربوية واجتماعية.
(هيئة التحرير)