اتفق المغرب وأندونيسيا على إطلاق محادثات حول اتفاق تجاري تفضيلي، في إطار اللجنة التجارية المختلطة، المزمع انعقادها في نونبر المقبل، بالموازاة مع تنظيم بعثة أعمال مغربية إلى جاكرتا.
وجرى الإعلان عن هذا الاتفاق الخميس 28 يونيو، بمناسبة التوقيع على هامش المنتدى الاقتصادي لجهة فاس- مكناس (من 27 إلى 30 يونيو الجاري)، على إعلان وزاري مشترك يحث من خلاله الجانبان القطاع الخاص في البلدين على الانخراط بفعالية في وضع أسس نموذج جديد لشراكة مستدامة بين المغرب وأندونيسيا وفق مقاربة رابح- رابح.
ويلتزم البلدان بموجب هذا الإعلان الذي وقعه كل من كاتبة الدولة المكلفة بالتجارة الخارجية رقية الدرهم، ووزير التجارة الأندونيسي إنغارتياستو لوكيتا، بالعمل على جعل القطاع العام يوفر كل الدعم اللازم من أجل تفعيل هذه الشراكة وتجسيدها على أرض الواقع.
وحسب كتابة الدولة المكلفة بالتجارة الخارجية، تندرج الأهمية التي يوليها المغرب لتنمية علاقاته الاقتصادية مع أندونيسيا في إطار الرؤية الاستراتيجية للملك محمد السادس، والهادفة إلى تنويع شراكات المملكة وتوطيد التعاون جنوب- جنوب، ورغبة المغرب في تعزيز موقعه على الساحة الدولية.
وتشكل هذه الرؤية الملكية الإطار الذي يندرج فيه التزام المغرب بتعزيز علاقاته الاقتصادية مع أندونيسيا، والتي عرفت دفعة قوية مع انضمام المغرب إلى معاهدة الصداقة والتعاون لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في 2016، والتي تعتبر أندونيسيا من الأعضاء المؤسسين لها، إضافة إلى تقديم المغرب لطلب رسمي للحصول على وضعية “شريك الحوار القطاعي” لدى (آسيان).
وفي هذا السياق، تمت ترجمة الإرادة الراسخة لدى البلدين من أجل توطيد العلاقات التجارية بينهما وترقيتها إلى مستوى جودة علاقاتهما السياسية الممتازة، من خلال انخراطهما في شراكة استراتيجية بعيدة المدى. كما أن كلا البلدين واعيان بالأهمية الاستراتيجية لموقعيهما الجغرافيين المتميزين كبوابتين نحو إفريقيا وآسيا. وبالتالي – تؤكد كتابة الدولة- فإن الأهمية التي توليها أندونيسيا لعلاقاتها مع القارة الإفريقية يمكن أن تتمخض عن شراكة ثلاثية الأقطاب، والتي يمكن للمغرب أن يضطلع في إطارها بدور حاسم.
وكان وزير التجارة الأندونيسي قد دعا، أول أمس الأربعاء 27 يونيو بفاس، إلى الاستفادة من الفرص الاقتصادية التي يتوفر عليها كل من المغرب وأندونيسيا من أجل النهوض بالمبادلات التجارية الثنائية.
يشار إلى أن المنتدى الاقتصادي لجهة فاس- مكناس ينظم من طرف غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالجهة، بشراكة مع وزارة الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، والمجالس المنتخبة ومدينتي فاس ومكناس، حول موضوع “نماذج تنموية مبتكرة في عوالم متحولة”.
ويتوخى المنتدى المساهمة، بتفاعل واستشراف، في النقاش الوطني الذي تقوده السلطات العمومية، بتوجيهات من الملك محمد السادس، حول التحديات المطروحة على المملكة، لاسيما فيما يتعلق بإعداد النموذج الجديد للتنمية الاقتصادية، الكفيل بتلبية الحاجيات الجديدة والملحة للمواطنين، مع تقليص الفوارق الظاهرة على المستويات الاجتماعية والمجالية على حد سواء.
و.م.ع