كثفت الجزائر جهودها التواصلية مع جارتها الجنوبية الغربية موريتانيا، مباشرة بعد الإعلان عن مبادرة من جارتها المملكة المغربية. وتهدف هذه المبادرة إلى تزويد البلدان الساحلية بإمكانية الوصول إلى المحيط الأطلسي، مع البنية التحتية للسكك الحديدية والموانئ المجهزة بالكامل تحت تصرفها.
وعارضت الجزائر بشدة المبادرة المغربية، لأن تنفيذها على أرض الواقع ومشاركة موريتانيا من شأنه أن يقضي على أملها الأخير في فصل المنطقة الصحراوية عن المغرب.
وقبل ثلاثة أيام فقط، زار وزير الخارجية الجزائري نواكشوط وسلم رسالة من الرئيس تبون إلى الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، لم يتم الكشف عن مضمونها.
أجرى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، اليوم الاثنين، اتصالا هاتفيا مع الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني. وبحسب بيان للرئاسة الجزائرية، فقد ناقش الرئيسان القضايا ذات الاهتمام المشترك وزيارة الرئيس محمد ولد الغزواني للجزائر.
ويدل هذا التواصل المتزايد بين الجزائر وموريتانيا على أهمية الحفاظ على العلاقات القوية والتضامن في مواجهة التطورات الإقليمية. وأثارت المبادرة المغربية مخاوف الجزائر، لأنها تؤثر بشكل مباشر على مصالحها الجيوسياسية والنزاع المفتعل حول منطقة الصحراء المغربية.
وتدعم الجزائر منذ فترة طويلة جبهة البوليساريو التي تسعى إلى الإنفصال. وتشكل المبادرة المغربية، بتركيزها على التنمية الساحلية والوصول إلى المحيط الأطلسي، تهديدا لموقف الجزائر وجهودها لدعم مرتزقة البوليزاريو.
وفي الختام، فإن تزايد اتصالات الجزائر مع موريتانيا ردا على مبادرة المغرب الساحلية يعكس مدى الألم الذي تخلفه المبادرات المغربية مع العمق الإفريقي للمملكة للنهوض بالدول الإفريقية جنوب الصحراء في إطار الشراكات رابح / رابح. ويزيد النزاع المفتعل حول منطقة الصحراء المغربية من تعقيد الوضع، حيث تسعى الجزائر إلى حماية مصالحها الجيوسياسية.
عن موقع: فاس نيوز