في إطار الرأي و الرأي الآخر و ردا على تدوينة الرأي “المجتمع المدني بفاس بين الأمس واليوم.. ماذا تغير ؟”

كمتتبع للجريدة الإلكترونية المتميزة فاس نيوز، الرائدة على مستوى جهة فاس مكناس منذ تأسيسها، و بصفتي ابن فاس مولدا و نشأة و تربية و دراسة، و كوني فاعل جمعوي من ما يزيد عن 10 اعوام، فقد ارتأيت الرد على كاتب الرأي ع . د، و الذي مس الجسد الجمعوي المعاصر بفاس، خلال تجريده من قيم الوطنية و الملكية إذ جاء في تدوينته :” كثيرون هم جمعويوا الأمس الذين ساهموا إيجابيا في عدة مجالات بمدينة فاس. جمعويون وطنيون و ملكيون بمعنى الكلمة، و إذا اجتمعوا مع مسؤولين كبارا، يفيدون و يستفيدون.أشخاص كانت أيديهم بيضاء،”، حللوا معي و تمعنوا في العبارة الاخيرة أشخاص كانت أيديهم بيضاء، كاتب الرأي و من خلال هاته العبارة اتهم جميع مكونات المجتمع المدني المعاصر بكون أيديهم ملطخة باستعمال فعل كانت .
و بتحليل الجملة الموالية : ” لا يعرفون معنى النصب او الإحتيال او الإبتزاز، أغلبهم يتقنون الحوار و أدابياته.”، فالحمد لله أنا و كل شرفاء المجتمع المدني بفاس، و الذين أكن لهم كل الاحترام و التقدير ليسوا بنصابة و لا محتالين و لا مبتزين، و أهل فاس و على غرار جل مناطق المغرب، و بشهادة الجميع يتقنون الحوار و أدبياته، كيف لا و هم أبناء العاصمة العلمية للمملكة، مدينة العلم و الدين والأدب و التربية و الثقافة….، و بتحليل الجملة الموالية : ” و بحكم تتبعهم عن قرب للشأن المحلي و الوطني، و عملا بما يمليه الدستور المغربي في نطاق الديموقراطية التشاركية، كانوا على دراية بما هو صالح و ما يجب إصلاحه.”، فالمجتمع المدني بفاس لا زال إلى اليوم متتبعا للشان المحلي و الوطني، و لا زال يحترم ليس فقط الدستور بل الظهائر و القوانين و القرارات …، فلا أحد بالمغرب فوق القانون و كلنا جنود وراء صاحب الجلالة نصره الله، و كل من لا يحترم القانون فمصيره السجن لأننا في بلد المؤسسات، و بما أننا أبناء فاس العلمية و لم نلج إليها في سن الخمسين قادمين من مدينة الدار البيضاء على سبيل المثال، فإننا على دراية بما هو صالح و ما يجب إصلاحه. و بتحليل الجملة الموالية : ” خلال اللقاءات التواصلية بحضور مسؤولين كبار، كان الجمعويون ينتقدون و يلاحظون و يقترحون البدائل… لم يكونوا ينتقدون عشوائيا، و لا يتكلمون من أجل الكلام، و لا يجتمعون من أجل أخذ صور مع المسؤولين…. مسؤولون ينصتون بإمعان و يسجلون كل النقط… لقاءات الصراحة و المصارحة.” كيف لا يحز في نفسيتي هذا الكلام ، و نحن كنا و لا زلنا نشارك في اللقاءات التواصلية مع كل المسؤولين و ننتقد بالنقد البناء، أما مسألة الصور فهي لأجل توثيق الأنشطة، و حتى المسؤولين الذين تمت الإشارة إليهم كانوا و لا زالوا منصتين.
و الإنتقال إلى جملة :” كان الهدف واحدا : الأمن و الأمان و الإستقرار للدفع بعجلة النمو.” أقول لك أنك مخطأ في قراءة تاريخ فاس، تمعنوا معي جيدا كان الهدف الأمن و الأمان و الاستقرار للدفع بعجلة النمو، فالمجتمع المدني و منذ دستور 2011، تضمن مبدأ التشاركية الدستورية و منذ ذلك التاريخ و حتى قبله و إلى يومنا هذا لم يكن هدفنا الوحيد هو الامن و الأمان و الاستقرار، لسبب واحد هو كون المملكة عامة و فاس خاصة تنعم بالأمن و الامان في ظل الملكية و دولة الحق و القانون و دولة المؤسسات، و التشاركية التي مارسناها و لا زلنا نمارسها هي للدفع بالتنمية على جميع المجالات الاقتصادية و الصحية و التعليمية و الثقافية و الرياضية …..، و عبارة الهدف واحد هو الأمن آتية من إيديولوجية كاتب الرأي و انسداد تفكيره و انشغاله بالجهاز الأمني، و في هذا الصدد فإنني أنوه بالسيد عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني و السيد عبد الحق الخيام و السيد حبوب الشرقاوي مدير المكتب المركزي للأبحات القضائية ، و كافة الاجهزة الساهرة على أمن المغرب، و التي لا تنتظر الشكر و العرفان من أحد إيمانا منها بحب الوطن و الإخلاص لقسم المسيرة.
و في اختتام تدوينة الرأي جاء : ” طبعا جمعويون كانوا على دراية بما يجري في الساحة الفاسية، تجاريا و سياحيا و اقتصاديا و إجتماعيا و سياسيا و بكل ما يصب في تنمية المدينة و النهوض باقتصادها.
ماذا تغير في مجتمعنا المدني إذا ؟” لم أجد ما أقوله لك سوى أننا لا زلنا على دراية بما يجري في الساحة الفاسية، طبقا لمقولة – أهل مكة أدرى بشعابها -.
و بالإجابة على التساؤل المحوري المجتمع المدني بين الامس و اليوم ماذا تغير في المجتمع المدني،؟ اقول لك لم يتغير المجتمع المدني بفاس نحو السلبي بل نحو الإيجابي، و هو ما يترجمه المجهودات الجبارة للفاعلين الجمعويين النزهاء بفاس، و المسجلة أنشطتهم لدى سجلات السلطة المحلية بكل مقاطعات فاس، إن مثل هاته التدوينات يا زميلي تسيئ لمدينة فاس و لتاريخها و نبل ساكنتها، على المرئ و على كل محب لفاس أن ينشر عنها كل ما هو جميل حتى يأتيها ما هو جميل، بعيدا عن الحقد و الغل، و اختتم بالآية القرآنية ” إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاب موقوتا” و الآية ” و لا تجسسوا و لا يغتب بعضكم بعضا” صدق الله العظيم.

بقلم : بوشتى الغشيم

About أحمد النميطة