تعاني مدينة فاس والسائقون على طرقها من مشكل بات يؤرق مضاجعهم، ويتسبب في ضياع الوقت والجهد والمال، وفي إبطاء عجلة التنمية بالمدينة، وفي تعطيل المصالح، إضافة إلى زيادة التلوث البيئي.
يتعلق الأمر بالإختناق المروري الذي أصبح واقعا ملموسا على مستوى العديد من المدارات الطرقية داخل المدينة، ليس فقط خلال أوقات الذروة، بل طيلة ساعات النهار وإلى وقت متأخر نسبيا ليلا.
مثلا الرحلة التي من المفروض ألا تستغرق أكثر من خمس دقائق، بين بلانكو و مسجد التقوى، على مستوى شارع سان لوي (طريق عين الشقف سابقا)، قد تستغرق أكثر من نصف ساعة في بعض الأحيان، بسبب الإختناق اليومي والمستمر نهارا على مستوى المدارة قرب الكوثر. دون الحديث عن الإختناق المروري على مستوى المدارة المؤدية إلى الطريق السيار باتجاه مدينة مكناس.
وحسب بعض مهنيي سيارات الأجرة الصغيرة بفاس، فالمشكل قائم على مستوى أغلب المدارات الطرقية بالمدينة، ما يحتم على المجالس المختصة بفاس البحث وتنزيل حلول عملية لمعالجة المشكل، وفي أقرب الآجال.
وتعاني أيضا خطوط النقل الحضري عبر الحافلات بجماعة فاس من اهتراء البنية التحتية و غياب مسالك خاصة بها على غرار المدن الحضرية، إشكالات و إكراهات تؤرق القطاع يوميا .
و بالإضافة إلى كل هذه الإشكالات فإن متتبعين يؤكدون أن المدينة أصبحت في حالة بلوكاج حقيقية، خصوصا في أوقات الذروة بسبب أيضا غياب نظام تشوير يتناسب و حجم مشاكل البنية التحتية، مما يخلق يوميا إكراهات ومشاكل حقيقية لشرطة المرور بجماعة فاس.
يشار إلى أن بعض المدن الكبرى بالمملكة كانت تعاني من نفس المشكل، كالرباط البيضاء وطنجة، وتبنت خيار الممرات تحت الأرضية، والتي يبدو أنها ساهمت بشكل كبير في حل المشكل.
يذكر أن المسؤولية مشتركة بين القائمين على الشأن العام بالمدينة وبين الساكنة أيضا، بحيث أن عددا من الأسرة تتوفر على أكثر من سيارة، بفضل تسهيلات القروض البنكية، دون إغفال تشبث ملاك السيارات بقضاء أغراضهم اليومية باستعمال سياراتهم، بدل خيار استعمال دراجة هوائية أو نارية مثلا أو الذهاب مشيا، والإقتصار في استعمال السيارة على المسافات البعيدة نسبيا.