مقالة رأي بقلم/ ع. الوزاني
لم تصل الدراما إلى فصلها الأخير بعد. والتشكيلة السياسية والتحالفات تشبه سابقتها على نحو مذهل قبل اكتساحات العدالة والتنمية للانتخابات السابقة. تستمر اللقاءات السرية والعلنية، في ما يظهر المناصرون قدرة متجددة على حشد باقي الأحزاب الرابحة. كانت هذه الانتخابات عقاب شعبي للعدالة والتنمية ولكنها انتهت على مايشاع بتحالف الفساد مع الفساد بانقلاب على تطلعات الساكنة الفاسية التي كانت تصبو للأحسن والأجدر ثقافة وسياسة.
وبمجرد النظر إلى ما يحدث في تحالفات الأحزاب الرابحة ولو لمقعد واحد، يمكن للمرء أن يقدر مدى قدرة النجاح على إلهام الآخرين. ولكن خيبة الأمل معدية أيضا: كانت الإطاحة بالعدالة والتنمية خطوة كبيرة ولكن ما سيتبعها سيكون بنفس الأهمية في تحديد المصير. وبغض النظر عما إذا كانوا راغبين بذلك أم لا، تتركز الأنظار على الساكنة من جديد.
فالنزاع بين أحزاب مهووسة وحريصة على حماية مصالحها، وتطلعات شعبية عفوية، سيؤثر على عدد من الجبهات – من بينها: من الذي سيسير الجهة خلال هذه الفترة، وما هي تحالفاته؟ ومن سيسيطر على العمودية، وما مدى شعبيته وبرامجه لإعادة فاس للطريق الصحيح؟ ومن الذي يقرر مصالح القرب على مستوى المقاطعات؟ وإلى أي مدى سيتغير ويٌفتح المجال السياسي في فاس بتحالفات تضع أصحاب الكفاءات والأطر التعليمية قبل الأميين وأصحاب المصالح الضيقة؟
ويتمثل التحدي الآن في ترجمة نشاط وتطلعات الساكنة إلى سياسة مؤسساتية وديمقراطية.
وسيكمن التحدي في الجمع بين مؤسسات مستقرة وقادرة على العمل مع عملية تغيير سياسية واجتماعية اقتصادية حقيقية.