أسوار التثمين بمدينة مكناس ترفض الاستغلال الانتخابي.
متابعة محسن الأكرمين.
من بين القرارات التي تمثل تلوثا للمآثر العمرانية التاريخية بمكناس، قرار استغلال الأسوار في العرض الانتخابي لتسويق صور المرشحين وبرامج الأحزاب المتنافسة. وللتذكير فقد أشرف جلالة الملك محمد السادس نصره الله بمدينة مراكش على توقيع اتفاقية شراكة لتمويل وإنجاز برنامج تثمين المدينة العتيقة بمكناس (2019/2013) بقيمة مالية تبلغ 800 مليون درهم.
برنامج التثمين الذي يهم المدينة العتيقة بمكناس، هو برنامج مولوي بامتياز لإعادة الاعتبار للموروث العمراني المادي واللامادي للمدينة. هو برنامج أولي لإعادة الإحياء والتأهيل والترميم لأجل التوظيف الأمثل للتراث، هو برنامج تضع عليه المدينة الثقة في انطلاق النموذج الجديد للتنمية المحلية من السياحة والثقافة، والتسويق الأمثل لمكونات المدينة.
اليوم، وفي ظل بداية الحملة الانتخابية يتم العبث بالموروث العمراني للمدينة من خلال إنشاء جداول انتخابية بطريقة معيبة. فاستغلال الأسوار في حملة انتخابية هو ضرب سلبي لمسار تثمين المدينة العتيقة وتأهيلها نحو الأفضل، وهو كذلك ثقافة سلبية تمرر بطريقة عفوية بإباحة الرسم العشوائي على المسطحات العمرانية التاريخية.
لذا نوجه ملتمسا للسلطات الترابية بمكناس، على تجنب تخطيط أي جداول على الأسوار المعنية بالتثمين وغيرها من المآثر التاريخية، نلتمس من السلطات العمومية عدم جدولة أسوار تلطخ بالصباغة السوداء، والتي يبقى أثرها حاضرا، ويضر بنيتها التاريخية. نلتمس من سلطات العمالة حماية الموروث العمراني من أي تغيير يفسد جماليتها حتى ولو للضرورة الانتخابية. نلتمس من السلطة الترابية تحريم أي ملصقات مهما كان نوعها على الموروث العمراني للمدينة، لأنها بحق تراث عالمي ينال الحماية القانونية.
ومن الملاحظات السديدة أن تلك الجداول أصبحت من الزمن الماضي التقليدي للحملات الانتخابية، والتي في الحاضر لم تعد تسمن ولا تغني الأحزاب من استعراض برامجها الانتخابية أو وجوه مرشحيها. فالتطور المعلوماتي أغنى الأحزاب المتنافسة من استغلال تلك الأماكن المخصصة للإشهار، وعادة ما تبقى تلك الجداول بدون بيانات تضم كل الأحزاب المتنافسة.