سلسلة صيفية : قد نتعلم فن الكتابة من الضعف.
محسن الأكرمين.
قد نتعلم من الضعف فن وجع الكتابة وألم الحقيقة، أن يكون الضعف بصفة الرقيب الحسيب على حروفنا حتى وإن زاغت بين الرفع والنصب، فمرحبا ونعم اختلاف التركيب ولا نمتلك الحقيقة المطلقة. لكنا لن نتناول من حبات الدكاترة حبة منوم لرأينا (لا ثم ألف لا)، ولن تبيت متابعتنا إلا اتساعا لأنشطة مدينة تلبس بؤس الضعف وتسوق صورة البهرجة فقط ، صورة بلا أثر نوعي ولا إشعاع شمولي، وكأن المدينة بخير ولا ” يخصنا سوى النظر في وجهكم الكريم”.
هي الحقيقة التي لن نخفيها ولن نختفي في حضورها (أين ما كنا) للفضح والمتابعة التصحيحية والتبرئة الجماعية مما يمرر بلا ميزة الجودة والجاذبية. قد نقتحم فن الكتابة ولا نلبس حرير العطايا والهدايا وكراسي الظل. والتاريخ شاهد على ذلك، ومن الضعف قد نتعلم مداواة الحروف والعلل ونثور في وجهه بالتمهل والتأني (وتلك الأيام نداولها بين الناس…).
اليوم قد يشدنا الضعف بإسهال الملاحظة وتشتيت الأوراق بالتعويم والقصف الموضعي، ورمي الإخفاق قدما، لكنا لن ننبطح أرضا بالتعب ونجاري الضعف والسكينة و نقول: (كلشي مزيان). اليوم لن نتساهل مع ضعفنا ولن نلجأ لمن يحمل صفة الدكتور للكشف عنه بمبررات واهية من زمن عمل ليس الكوفية أو البصرية . لن نتسامح مع الضعف المستشري في جسم المدينة ودواليبها أين ما كان وحل وارتحل. سنتابع الضعف بالتأني المريح، وسنفتش له عن تلك الزوايا الحادة الموجعة بالبتر أو بنهاية تجريب نار الكي كآخر دواء لمن يداوم على صناعة ضعف عطاءات مدينة.
كل الكتابات الموضوعية لا تحمل تلك الخلفية المتعلقة بالأسياد ولا بالمناصب ولا بالكراسي العلمية. كل الكتابة المضمرة قد تربك الضعف وتصيبه بالوهن حد الإسهال المميت، و قد لا يقدر على متابعة سيره وقوفا. كل الكتابة ستبقى وفية للرأي الحر وتحطيم تمثال الضعف المستشري بقبة ضريح المدينة. هي حروفي التي لا تنقاد نحو البهرجة و صناعة الأحلاف والهرولة نحو المنافع، هي الحروف التي قد تخرج ضعفنا مستغيثا بلغة عنكبوت الفرزدق و حلل جرير .