عقدت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بفاس اجتماعها العادي يوم الثلاثاء 09 شعبان 1442هـ موافق 23 مارس 2021م، وكان الاجتماع مناسبة لمتابعة التطورات السياسية التي تشهدها الساحة الوطنية والمحلية خلال المرحلة الأخيرة، حيث توقفت الكتابة الإقليمية عند مجموعة من المستجدات المتعلقة بالاستحقاقات الانتخابية المقبلة وفي مقدمتها اعتماد القاسم الانتخابي على أساس عدد المسجلين وهو ما لا يستند على أي أساس دستوري ولا يراعي مكتسبات بلادنا في مسارها الديمقراطي، إلى جانب دفعه المواطنين للعزوف عن المشاركة في ظل الشعور بأن أصواتهم لم يعد لها دور في حسم اختيارهم لممثليهم، كما أنه يشجع الأحزاب السياسية على التواكل والكسل عوض الاجتهاد في خدمة وتأطير المواطنين والتنافس الشريف.
كما تطرق أعضاء الكتابة الإقليمية إلى الواقع السياسي المحلي، والتسخينات التي بدأتها بعض الكائنات الانتخابوية المستهلكة بعد غياب طويل رغيد وغير مبرر عن البرلمان وعن الساحة السياسية الوطنية، وعودتها للظهور من جديد في محاولة يائسة لتزييف الوعي الجمعي للمواطن الفاسي، حيث عمد أحدهم إلى محاولة ترويج حصيلة بائدة لمجلس كان يرأسه والتي حكم عليها المواطن الفاسي في حينه بالبطلان وبالفشل، وذلك في محاولة منه لجس نبض الشارع الفاسي إن كان قد نسي المآسي التي خلفها صاحبنا بمدينة فاس والإغلاقات ورحيل المعامل الذي سببه وثقافة البلطجة وسوء التدبير الذي رسخه وحجم المديونية المهول الذي رهن ميزانية المدينة بمبالغ مالية ضخمة كان من الممكن استثمارها برشد وشفافية في تحقيق المزيد من الإصلاحات والمشاريع التي انطلقت وستتواصل بعون الله بالعاصمة العلمية، كما وقفت الكتابة الإقليمية على مناورات عراب الفساد المطل برأسه من أحواز فاس في محاولة فاشلة لتصدير أساليب فاسدة وفاشلة سياسيا وأخلاقيا.
كما وقف أعضاء الكتابة الإقليمية باستغراب واندهاش كبيرين عند عدد من تصرفات بعض من يفترض فيهم التزام الحياد والوقوف على مسافة واحدة من جميع الحساسيات السياسية، حيث تم تسجيل تدخل مبكر لدعم إحدى الوجوه الجمعوية التي تم تكليفها في وقت سابق بتدبير القفة الخاصة بدعم الفئات الهشة المتضررة من جائحة كورونا، ليتم اليوم الحديث عن الزج بها تحت لون سياسي معين، والعمل على حشد الدعم لها ولهذا الحزب من خلال تقديم الدعم لبعض الجمعيات وتكليفها بتوزيع أذونات المساعدة وغيرها… و كل ذلك مقابل تعبير تلك الجمعيات و منخرطيها عن اصطفافهم إلى جانب الحزب المعلوم.
لذا، فإننا في الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بمدينة فاس، ونحن نتابع مجمل هذه المستجدات، فإننا نعبر للرأي العام الوطني والمحلي عما يلي:
1- اعتزازنا بما حققته بلادنا بالقيادة الحكيمة والاستباقية لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره في ملفات كبرى واستراتيجية على مستوى ترسيخ وحدتنا الترابية، وكذا على مستوى تدبير ومعالجة التداعيات الصحية والاقتصادية والاجتماعية لجائحة كورونا. ونؤكد افتخارنا بالنجاح الكبير الذي تحققه الحملة الوطنية للتلقيح الذي سهر عليها وأعطى انطلاقتها جلالته حفظه الله من القصر الملكي العامر بمدينة فاس.
2- إشادتنا بأداء قيادة الحزب وفريقيه بالبرلمان وبموقفهم في رفض القاسم الانتخابي على أساس المسجلين، وذلك انطلاقا من الوعي والحرص على مصداقية المؤسسات واحترام الاختيار الديمقراطي ببلادنا واستقلالية القرار الحزبي، معتبرين أن معركة النضال من أجل الديمقراطية والكرامة والتنمية والعدالة الاجتماعية مستمرة وتشكل أولوية في جدول أعمال حزبنا على المستوى الوطني والمحلي.
3- اعتبارنا أن من دلالات اجتماع كل الأحزاب لمناصرة هذا التعديل على القاسم الانتخابي، هو الاعتراف الواضح بمكانة حزب العدالة والتنمية ونجاحه في تدبيره للشأن العام الوطني والمحلي.
4- دعوتنا السلطات بإقليم فاس إلى زجر بعض التصرفات التي أصبحت حديث المواطن الفاسي، والتي تضرب في الصميم مبدأ الالتزام بالحياد، ضدا على الموقف الصارم الذي شدد عليه باسم الحكومة السيد وزير الداخلية بمناسبة عرضه ومناقشة القوانين الانتخابية، حيث أكد أن وزارة الداخلية تتعامل مع كل الهيئات السياسية بنفس القناعة وبنفس المسافة وأنها ستسهر على تدبير هذه المحطة الانتخابية بكل شفافية وديمقراطية، متعهدا أن تبذل الوزارة جهودها لتمر العملية الانتخابية في أحسن الظروف، عبر الحياد الإيجابي لأطر الوزارة، لأن دورهم هو السهر حتى لاتشوب العملية الانتخابية شائبة.
5- تاكيدنا أن الحزب يتابع عن كثب مثل هذه التصرفات وسيبقى يقظا اتجاه أي محاولة للتدخل في العملية الانتخابية وعدم احترام الحياد الذي ينبغي أن تتميز به السلطات ولن نتوانى ولن نسكت عن فضح هذه السلوكيات لتمر العملية الانتخابية في جو من النزاهة والشفافية ولتنتصر في النهاية إرادة الناخبين ولتظل بلادنا متميزة في مسارها الديمقراطي.
6- دعوتنا كل الغيورين من مختلف الأحزاب الوطنية إلى اليقظة والتعاون من أجل التصدي لمثل هذه التصرفات بهدف تقديم صورة مشرفة عن العملية الديمقراطية بالمدينة، والقطع مع أي ممارسة يمكن أن تفسد العملية الانتخابية وتجردها من التنافس الشريف خدمة للمدينة ولساكنتها.
7- تثميننا للجهود التي تقوم بها مختلف المجالس الترابية التي يتولى الحزب مسؤولية تسييرها، وارتياحنا لما حققته من إنجازات وحرصها على تكريس منطق التعاون مع الجميع من أجل المصلحة العليا وخدمة المواطن، ودعوتنا لمنتخبي الحزب ومناضليه بالعمالة لمواصلة جهودهم كل من موقعه بما يعزز ثقة المواطنين والمواطنات في العملية السياسية ويقطع الطريق على المفسدين.
8- ثقتنا الكبيرة في وعي المواطن وذكائه الذي لن تنطلي عليه أساليب هذه الكائنات الانتخابوية الانتهازية لما عرف عنها من فساد بَيِّن ومراكمة للثروات على حساب المواطن والمصلحة العامة ولما تركته من آثار سيئة على التنمية بالمدينة وهو ما تم والحمد لله القطع معه نهائيا ولا يمكنه أن يعود، وستستمر وتتعزز مسيرة الإصلاح والتنمية والحكامة الجيدة بفضل حرص ومجهودات كل المخلصين والأمناء والصلحاء من أبناء وبنات هذه المدينة العريقة.
” فَأَمَّا اَ۬لزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءٗ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ اُ۬لنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِے اِ۬لَارْضِۖ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اُ۬للَّهُ اُ۬لَامْثَالَۖ”
صدق الله العظيم، وحفظ الله تعالى بلدنا ومدينتنا، ورفع عنا الوباء وجعل وطننا آمنا مطمئنا.
عن الكتابة الإقليمية
الكاتب الإقليمي: محمد الكبيري