في جلسة مصغرة حضرتها مع رفقة من الأصدقاء باختلاف الانتماء السياسي واللانتماء، أثير حديث التنمية بمكناس، حيث كان جواب أحدهم “الحركة ناعسة بمدينة مكناس”. لم أستغرب من الرأي كليا فالجميع بات يردد هذه اللازمة وكأنها أضحت معيارا للنقد والتعيير، و لما حتى التراشق السياسي، وقد تستعمل هي نفسها في الحملات الانتخابية القادمة. لكني استغربت للأمر من جانب أن من أجالسهم أغلبيتهم من صناع القرار بمجلس الجماعة !!! وهم من ينوبون عن الساكنة في تنشيط جلسات المجلس، وتحريك (زعلوك) مكناس الحار.
نعم “الحركة ناعسة بمدينة مكناس” قد نتفق عن دلالتها باختلاف الانتماء السياسي وبنسب متفاوتة عند الساكن المنتظرة. “الحركة ناعسة بمدينة مكناس” ليس بالسبق (العاجل) فهي ناعسة منذ الزمن البعيد، وقد لا نعلق كل الاخفاقات عند بوابة هذا المجلس !!! “الحركة ناعسة بمدينة مكناس” وزاد من تنويمها زمن الحاكم (كوفيد 19) قسوة.
فحين تبحث عن مظاهر (ناعسة) تعترضك الأسباب الكبرى المتضمنة في تحصيل الموارد المالية، تصدم بنكوص مداخيل الجماعة سنة بعد سنة إلى وصول الافتحاص إلى رفوف جماعة مكناس، تقف أن هنالك ممارسات كانت غير سليمة أوصلت موظفين بعينهم إلى محاكم جرائم الأموال بفاس، تقف أن حلبة الصراعات السياسية بات خارج ملعب دورات الجماعة بالسبق، وبات الغالبية تبحث عن منافذ جديدة وألوان سياسية جديدة في ظل الفبركة وصناعات الكولسة السياسية.
إنها مكناس التي لا تفلح بتاتا في بناء تنمية تعادل انتظارات الساكنة بشكل تشاركي، إنها المدينة التي لازالت تنتظر حلحلة في مصالحها الادارية التابعة للجماعة وغيرها على أساس تجويد فعالية أداء المهام، بدل إرضاء (التعيين) وصناعة التوافق (عندي عندك… ولكل منّا ملعب قربه الخاص)، إنها مكناس التي لم تستطع أن تستلهم تدبير “الجماعة المواطنة” وتشجع المقاربة التشاركية في التسيير الشفاف، لا في صناعة التهليل وأيدي التصفيق، إنها المدينة التي يمكن أن تصنع الحكامة الجيدة من خلال تقوية دور المواطن في التدبير المحلي ومتابعة مدرج المسلسل التنموي درجا درجا، إنها مكناس التي لا ينعكس التدبير العقلاني والواقعي على أنماط الشأن المحلي وعلى مجموع الساكنة في الزمان والمكان.
نعم، حين تغييب رؤية تدعيم الاقتصاد المحلي من التدهور المستمر جراء وباء (كوفيد 19) وغيره من جيوب التحصيل، حين لم تستطع جماعة مكناس خلع لباس الجلابيب المطرزة والانكباب على قضايا القرب والتصويب والتقويم الموضعي لآليات الاشتغال ، حين بات السوق الأسبوعي (سوق الأربعاء) مغلقا بلا نهاية محدودة، ونحن نبخس موارده المالية على خزينة الجماعة، حين مرت أكثر من سنة على مشروع هيكلة مسابح المدينة (البلدي/ السلم) وفتح دفتر التحملات الخاصة بالأكرية لتلك المرافق الاجتماعية، حين باتت المدينة لا تمتلك مشاريع كبرى للتدشين في أعياد وطنية مجيدة ، حين بات مجمع القصر البلدي تعشش فيه الرطوبة وبات مشهده كعلامة لبوابة المدينة، حين تغيب ثقافة التقييم الذاتي والتدقيق لمنافذ الاكراهات والترسبات غير السليمة في أداء مهام وأدوار مجلس الجماعة، حين بتنا مثل صديقي السياسي نقول : “الحركة ناعسة بمدينة مكناس” ونؤمن بها إيمانا قويا، ولم نقدر على صناعة التغيير، فأية استعدادات انتخابية نتحدث عنها ؟ ونحن قد نستنسخ من التجربة الحالية (فوطو كوبي…ولي باغي يربح … سنوات عقدة المجالس طويلة).