يحل بنا العام الهجري الجديد 1442، ذكرى هجرة النبي الأمين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، بتزامن مع أعياد وطنية خالدة تؤرخ للذكرى 67 لثورة الملك والشعب، وهي محطة حاسمة في مسيرة الكفاح الوطني للتحرر من نير الاستعمار واسترجاع السيادة الوطنية واستكمال الوحدة الترابية، وعيد الشباب المجيد الذي يخلد للذكرى 57 لميلاد جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، وما ترمز إليه هذه الذكرى من قوة وبذل وتفان وعطاء.
ويطلع علينا بدر فاتح محرم من كل سنة ليذكرنا بالمعاني العظيمة والمغازي العميقة للهجرة النبوية الشريفة، وما تحمله من أسمى الدلالات ومن أجل العبر وما ترتّب عليها من نتائج عظيمة غيّرت مجرى التاريخ والإنسانية، مع ما رمزت إليه من معاني التضحية والإخاء، والتوكل والأخذ بالأسباب، والثبات على الحق. وكلها معاني جليلة ومتجددة كانت ومازالت سبباً للنصر والتمكين لرسالة الإسلام الخالدة، رسالة العدل والرحمة والأخوة والسلام، ساهمت بما رسخته من مثل عليا وأخلاق رفيعة وطورته من علوم رائدة ونافعة في تقدم وسعادة الإنسانية جمعاء.
فعسى أن تلهم هذه الذكرى المجيدة الشعوب والأمم الإسلامية لتجد فيها زادا خلقيا ومعنويا رفيعا وحافزا ومنهجا راقيا للكرامة وللعيش الآمن فتهجر التفرقة والتشرذم والتخلف والانكسار، وتستحضر قيم الوحدة والإخاء والعزة وتسلك سبل العلم والرقي والازدهار.
أسأل الله العلي القدير أن يهل علينا هذه الذكريات كلها بالأمن والإيمان والسلامة والعافية واليسر وأن يجعل هذا العام عام خير ويمن وأمان وبركات وأن يرفع عنا الوباء والبلاء.