أصبح مستشفى سيدي سعيد بمكناس الذي سلطت عليه الأضواء في مارس الماضي بمناسبة استقبال جزء من المغاربة العائدين من مدينة يوهان الصينية بعد انتشار فيروس كوفيد 19، مؤسسة مرجعية في مجال التكفل بمرضى هذا الوباء.
ومن المفارقة أن الجائحة كان لها وقع إيجابي على هذه البنية الطبية من حيث التجهيزات والبنيات الاساسية. ذلك أن المستشفى الذي تم تجديده عام 2019 بإحداث مبنى جديد يضم قطب الأم- الطفل، تغير جذريا في زمن كوفيد 19 من خلال التزود بمختلف الآليات الطبية الضرورية تطبيقا للتعليمات الملكية السامية الرامية الى الحد من انتشار الفيروس.
ويقول خالد سنيتر مندوب الصحة بمكناس إن جهود تهيئة وتجهيز هذه البنية الطبية توخت جعلها مستشفى مرجعيا في مجال التكفل بالمرضى ومكسبا في تقديم الخدمات الصحية على مستوى مكناس والمنطقة.
وأوضح المسؤول في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه تمت عملية تجديد كاملة للقاعدة التقنية للمؤسسة مما انعكس إيجابا على جودة خدمات الاستشفاء مضيفا أن المستشفى تعزز ب 11 سريرا للإنعاش والتنفس الصناعي وأجهزة لتصفية الدم خاصة بالتكفل بمرضى كوفيد الذين تقتضي حالتهم استخدامها.
وكشف أيضا أن أجهزة سكانير في طور التجهيز على مستوى مستشفيي محمد الخامس وسيدي سعيد وينتظر أن يتم تسلمهما منتصف يونيو، مبرزا الجهود المبذولة كذلك على صعيد تدبير النفايات وإدارة الطاقم السريري وكذا الجوانب الإدارية والصيدلانية وتأهيل المختبرات ومنها مختبر الكشف عن كوفيد 19، في مستشفى محمد الخامس الذي يتبع له مستشفى سيدي سعيد.
وينجز هذا المختبر الذي يستخدم تقنية تفاعل البوليميراز المتسلسل في الكشف عن كوفيد 19 ، ويستفيد منه عدد من الاقاليم المجاورة، ما يناهز 280 كشفا يوميا، ينضاف اليها حوالي 50 كشفا على صعيد المستشفى العسكري لمكناس.
وتعد هذه الجهود الاستثمارية ثمرة التزام وزارة الصحة ومديريتها الجهوية لفاس-مكناس وكذا الشركاء، ولاسيما سلطات العمالة.
وذكر المسؤول الطبي المحلي بأن مدينة مكناس أعلنت مؤخرا خالية من كوفيد 19 بعد أن تعافت 105 من 119 حالة إيجابية وغادرت المستشفى.
من جانبه، سجل سعيد الشرقاوي، مدير مستشفى سيدي سعيد، أن المركز توصل بمعدات جديدة من وزارة الصحة وعدد من شركائه، ومنها أجهزة تنفس وكاميرات لمراقبة وتتبع المرضى بكوفيد 19 وآليات لتصفية الدم، قدمت قيمة مضافة لخدمات المؤسسة مضيفا أن هذه الأخيرة شكلت مخزونا سيتيح لها مواصلة عملها في هذا الباب.
وحرص الشرقاوي على التنويه بمجموع المتدخلين داخل المستشفى وخصوصا الطاقم الطبي وشبه الطبي وأعوان النظافة نظير عملهم الذي توج بخلو المستشفى من مرضى كوفيد 19.
يذكر أن المستشفى الذي تأسس عام 1916 خضع للترميم عام 2019 بانشاء مبنى جديد يحتضن قطب الأم-الطفل في أفق النهوض بشروط التكفل بالمرضى وتحسين ظروف عمل مهنيي الصحة. وبات المستشفى يتوفر اليوم على مبان جديدة وطاقم مؤهل وقاعدة تقنية متطورة تسمح بتقديم تكفل علاجي ملائم.
والمستشفى الذي يقع على مساحة 5، 4 هكتار، يعتبر جزءا من المركز الاستشفائي محمد الخامس لمكناس، ويقدم خدماته الاستشفائية موزعة على أقسام أمراض الرئة والسل وقطب الأم-الطفل.
كما تقدم هذه الوحدة استشارات خارجية (مستعجلات، مركز التشخيص، أمراض الفم) وخدمات طبية تقنية (مختبرات، الفحص بالأشعة).