مراسلة: أحمد بلبول/ مكناس
قد يدفع الفاعل الجمعوي ضريبة عمله دون قصد فأحيانا الاندفاع وفضل السبق للخيرات وتحقيق طموحات الساكنة التي تعيش الفقر والتهميش والحاجة طوال حياتها وازدادت في ظل جائحة كرونا كوفيد 19 المستجد كما ألقى بظلاله وانعكاساته على أقوى دول العالم اقتصاديا فلم ينج مجتمعنا من مخلفات الجائحة…..
فالفاعل الجمعوي كان وما يزال رمح الرحى في العمل الجمعوي المبني على ثوابت خولها قانون الحريات العامة وأصلها دستور المملكة فكان للجمعيات أدوارا طلائعية تشهد به إنجازاتها وانخراطها التطوعي. وأحيانا ما تكون عواقب على حساب ماليته أو وقته وحياته على واجبات أسرته، ويستثنى كثيرا من التعويضات التي لا يمكنه الاستفادة منها حتى في الأزمات الجائحة لقوة قانون الحريات العامة، وحتى إن كانت هناك مخارج محتملة يجهلها وتظل المنح المحتشمة بصيص لأداء نفقات ومستحقات لواجب الكراء والإنارة والماء ومستلزمات المقر، وهو ما جسدتها العديد من الإرساليات الموجهة للجهات الوصية والمجالس البلدية والحكومة من أجل إيجاد مخرج للأزمة التي تعيشها الجمعيات بمختلف تسمياتها وتخصصاتها…
كما يعتبر التكوين والانفتاح على العوالم والتجربة أساسية لرواد الفعل الجمعوي التطوعي للخروج من الأزمات وتجاوز مرحلة الجهل بالقوانين المنظمة للفعل الجمعوي، والإطلاع على حدود التدخل والإسهام بما يمليه الواجب الوطني والإنساني.
والحال مع الفاعلة الجمعوية (حياة، أ ) رئيسة الأيادي المتضامنة لذوي الاحتياجات الخاصة التي ساهمت بشكل ملفت في وسط حيها ومؤسسات حيث قامت وفق تصريحها بتوزيع الكمامات ومواد التعقيم وقيامها بالعديد من المبادرات التليدة والهامة كالتوعية والتحسيس بخطورة الجائحة والعدوى التي يسببها هذا الفريس المستجد وسط الساكنة. وكان حرصها أن يلتزم حيها بالحجر الصحي والنظافة والبقاء في المنازل وتطبيق الحجر الصحي لتفادي انتشار أو التعرض وتعريض الآخرين للعدوى.
وشاءت الأقدار أن تجد نفسها في فضاء لا يمت لها بصلة ولم تكن تتخيل أن تكون بداخله ولو لمدة قصيرة، فقد سبق لها في إطار العمل الجمعوي أن شاركت في مبادرات جمعوية وزيارات خصصت لذات الفضاء. ويذكر
أن جمعية الأيادي المتضامنة حققت إنجازات كبرى سواء في العمل التطوعي والخيري أو في مجال التخييم حيث بصمت مسيرتها ولعدة سنوات كرائدة من رواد هذا المجال وحظيت بثقة العديد من الأسر التي تحرص كل سنة أن ينخرط أبناؤها في المخيمات التي تنظمها الجهة الوصية بمشاركة تجربة هذه الجمعية والتي تمثل الحاضرة الإسماعيلية مكناس.
وقد ختمت الأخت حياة القرآن الكريم مرتين وأهديت لها نسختان قبل وبعد حريتها حين عانقت المجتمع المدني الذي آزرها في قدرها، وعن تصريحها للقضاء فهي تفتخر بالقضاء المغربي والمكناسي بشكل خاص، وترفع القبعة لإدارة السجن المدني 3 بمكناس ولكل الأطر، ولكل الذين ساندوها أو تعاطفوا معها وجددت الشكر للأسرة التي استجابت للفاعلين الجمعويين ولكل هيئة الدفاع ولساكنة مكناس والإعلام الذي كان يتابع قضيتها لحظة بلحظة. وتضيف الفاعلة الجمعوية حياة أنها ستواصل عملها المجتمعي بعزيمة وقوة من أجل توزيع قفة رمضان والتفاعل رقميا مع الأطفال من خلال عروض افتراضية محترمة بذلك قانون الحجر الصحي.
وتقدمت حياة بالشكر الجزيل لوالدتها ووالدها وإخوانها وزوجها الذين آزروها في كل المراحل. كما وجهت رسالتها لجمعيات المجتمع المدني من أجل الانخراط في التكوينات التي تخدم وتوضح مجالات واختصاصات العمل الجمعوي للارتقاء بالمهام المنوطة به. كما حظرت من خطورة تقاسم التصريحات في مواقع التواصل الاجتماعي والتي كانت ضحية تسريب وعبرت من خلال ذلك فقط في التصريح بقولها: حقي عند الله. وأكدت أن دخولها وخروجها في فضاء لم تتخيل ولوجه إلا كزائرة جمعويا كعادتها.. فكانت مرفوعة الرأس وستواصل المسير في تفعيل أهداف جمعيتها خدمة للصالح العام وتمثيل وطنها ومدينتها وحيها الذي تعتز بالانتماء إلى وسطه المتشبع بالوطنية والبساطة والتآزر والتكافل الاجتماعي. وراء السدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأعزه.